هو عماد
إلى المطمئنة أم عماد مغنيّة ما زالت صور ابنك تضحك على الجدران وهو يرسم خريطة الوطن ولا يتعب!
بالدم رسمها في غزة... مع الفقراء والمحاصرين... يمسك بيد الأطفال العراة... يعلمهم المشي فوق الرمال الحارة... يعلمهم أن يعرفوا معنى الربيع من النحل، ومعنى الشتاء من المطر الذي ينهمر في البحر ويتسرب في قرارة الوطن قطرة قطرة، لأن طفل المخيم ما زال مصلوباً على خشبة، ينظر بعينيه أن تعلميه بصوتك الحنون: «مَن ينزع من يد فلسطين مسماراً فهو ابني».
وهو عماد.
في غزة أرى عماداً في عيون المقاتلين وتصميمهم، وأسمعه في صلاة شيوخها وأطفالها وأحلامه بقهر الإسرائيليين وحروبهم.
يقول: يا أمي أمدّ يدي لأطفال غزة الذين شمخوا فوق ناطحات السحاب الفارغة من الحب والغارقة في الفساد. أروع ما أرى يا أمي تلك الأيدي المرتفعة في مدى هذا العالم، عالمنا العربي المقهور، من مصر إلى تونس، الذي قرّب المسافة من فلسطين حيث أنتظر.
اليوم تساقطت أوراق الهزيمة اليابسة. لقد ولّى فصل الجفاف الذي تناسل طغاة وغزاة، وحبلت الحقول بالبذار بانتظار المطر العاشق، ولم يعد الطغاة يتجاهلون أن كل ما في العالم لن يطفئ عيون النسور.
هل أنتِ راضية وفخورة؟ هل ما زلتِ تعلّمين «جهاد» كما علمتنا؟ هل ما زال أبي ينتظر عودتي؟ هل ما زال ليل عينيه متلألئاً كالنجوم في سماء الجنوب وصولاً إلى حيفا ويافا؟
وجدان دهّام

■ ■ ■

متى يا حكومتنا العتيدة؟

بعيداً من الاهتمام الأول الذي ينصبّ حالياً على ما يجري في أرجاء الوطن العربي الكبير من مختلف فئات الشعب في طول البلاد وعرضها.
ينتظر الشعب اللبناني (المسحوق) مما يسمى المعارضة أن تنتهي من تأليف الحكومة، فقد كفر الناس بحالتهم التي تكاد تكون «عيشة من قلّة الموت». فقد وعدتنا «المعارضة» بأنها ستهتم بأمور الناس الحياتية، وانتظر الناس إلى أن ملّوا من الانتظار. متى تؤلَّف الحكومة للالتفات إلى مصالح الناس في الهموم اليومية التي كادت تجعل الناس يكفرون بكل ما هو «كبير» في هذا البلد، من خفض الضرائب على البنزين إلى زيادة الأجور وإلى غيرهما من الأمور «العويصة» من استشفاء ومدارس وكهرباء و...
هل ننتظر حتى تصل رياح التغيير إلى الوطن العربي من المحيط إلى الخليج كي يصل إلينا التغيير؟ أم أن «كبار» هذا الوطن سيلتفتون إلى مصالح الناس الحقيقية في العيش بكرامة وأمن؟
طفح الكيل، صدّقونا، وحبل البلاء على الجرّار.
علي عياد