لوغو «الأميركيّة» وشعارها
نتوجّه إليكم بهذه الرسالة حول مقال السيد جان عزيز في العدد الصادر في 30 نيسان 2011 من صحيفتكم.
إننا لن نعلّق على الآراء الواردة في المقال المذكور، إلا للقول إنها انعكاس للمخيلة الخصبة لكاتب المقالة. لكننا، حرصاً على الدقة، نود أيضاً تصحيح بعض المغالطات الواردة في المقال وإيضاحها.

في عام 1862، طلب المبشّرون الأميركيون في لبنان وسوريا من الدكتور دانيال بلس الانسحاب من العمل التبشيري وتأسيس كلية للتعليم العالي.
في 24 نيسان 1863، منحت جامعة نيويورك ترخيصاً لهذه الكلية باسم الكلية السورية الإنجيلية. وفتحت الكلية أبوابها للصف الأول في 3 كانون الأول 1866.
وفي حفل افتتاح مبنى كولدج هول، وهو أول مبنى أُسس في الحرم الجامعي الحالي، أكّد رئيس الجامعة الدكتور بلس مبدأ تأسيسيّاً ما انفك يوجّه رسالة الجامعة في مهمتها التعليمية: «هذه الكليّة لكل طبقات الناس دون اعتبار للونهم أو جنسيتهم أو عرقهم أو دينهم».
والتزاماً بهذا المبدأ، غيّر مجلس العمدة في 18 تشرين الثاني 1920 اسم الكلية من الكلية السورية الانجيلية إلى الجامعة الأميركية في بيروت. وبعد سنوات عديدة، وتحديداً بين عامي 1958و1959، أعيد تأكيد الطابع اللاطائفي للجامعة. حيث أوقفت المراسم الكنسية الإلزامية، وفي ما بعد تم تغيير اسم كنيسة الجامعة إلى قاعة الاجتماعات الكبرى (أسمبلي هول).
لقد كانت هذه التغييرات متجانسة مع نيّات مؤسّسي الجامعة. وخلافاً لما حاول المقال إيحاءه، لم يكن لهذا التغيير أي علاقة بالتطوير الحالي لشعار (لوغو) الجامعة.
أما بالنسبة إلى استعمال النص اللاتيني في شعار الجامعة وترجمته «لتكن لهم حياة ولتكون حياة أفضل»، فعلى عكس ما حاول المقال إيحاءه، ما زالت هذه العبارة في صميم الهوية البصرية للجامعة، لا بل هي عنصر أساسي في أكثر المعرّفات الرسميّة للجامعة، عنيت به ختم الجامعة الذي يُدمغ على جميع الإفادات والشهادات الجامعية وغيرها من الوثائق الرسمية، علماً بأن هذه العبارة ستستمر في الظهور بالنقش العربي والانكليزي فوق بوابات الدخول الرئيسية للجامعة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا النص ليس تأكيداً لمعتقد ديني معيّن، بل اقتباس لمبدأ أخلاقي إنساني تضمّنه أنجيل يوحنا.
وفي إطار آخر، فإن الشعار الجديد للجامعة، والذي أُلغي منه النص اللاتيني، هو شكل مبسّط من الختم الجامعي الذي يحتفظ بالمعرِّفات البصرية الأساسية للجامعة، وهو يستعمل في سياقات أقل رسميّةً (مثل أوراق الرسائل والبطاقات الشخصية) حيث تتعذّر قراءة النقش داخل الشعار.
وعلى عكس ما حاول المقال إيحاءه، فإن الشعار الجديد للجامعة لم يُعتَمد حين قرّر شخص غامضٌ ــ «أحدهم» ــ تغيير شعار الجامعة التاريخي. إن كل المنظمات الكبيرة، ومنها الجامعات، والمؤسسات غير الربحية، والشركات، تراجع وتجدّد شعارها وهويتها للتأكد أنها متموضعة إيجابياً في بيئات عالمية شديدة التنافسيّة.
لقد جرى تطوير الشعار الجديد بعد دراسة مستفيضة بدأت في أيلول 2009 وشملت مروحة واسعة من مكوّنات الجامعة، بما فيها الأساتذة، والطلاب الحاليون والمترشحون، والشركات الرئيسية التي توظّف المتخرجين. أُعدّ عشرون تصميم شعار عُرضت على فريق من كبار الإداريين وعلى مجلس العمداء في الجامعة، ووافق عليه مجلس أمناء الجامعة في شباط 2011. إضافة إلى ذلك، ومثل كل الشعارات المؤسساتية، مرّ شعار الجامعة عبر تاريخه بعدة تغييرات عكست نمو المؤسسة وطموحاتها.
ويمكن مشاهدة عشرين من هذه التغييرات المتوالية على موقع مكتب الإعلام الذي ندعو قراءكم، وندعو السيد جان عزيز إلى دخوله.
عنوان الموقع هو الآتي:
http://www.aub.edu.lb/communications/logo
ختاماً، وعلى نقيض ما حاول المقال إيحاءه، ليس من شخص غامض يقف وراء تغيير الشعار، ولا يوجد «صاحب قرار» منعَ أو أوقف تبادل الرسائل الإلكترونية بين أعضاء حريصين من أسرة الجامعة. وتجدر الإشارة إلى أن الجامعة تملك، مثل كل المؤسسات المشابهة، نوعين من قوائم البريد الإلكتروني: قائمة مُشرَف عليها، وقائمة لا إشراف عليها.
إن إرسال الرسائل الى قائمة مُشرَف عليها يتطلب موافقة المشرف، لأنها قائمة تُستعمل للرسائل الرسمية إلى مختلف أعضاء أسرة الجامعة، وهي ليست منتدىً لتبادل الآراء الخاصة والإعلانات. ويرجى الملاحظة أنه وفقاً لأفضل الممارسات المهنية، تخضع الرسائل على هذه القائمة لقرار المشرف ولا يعدّ ذلك نوعاً من الرقابة بأي شكل. وفي سبيل تبادل الآراء بكل حرية، فإن الجامعة توفّر قائمة غير مُشرَف عليها يمكن الأساتذة استعمالها من دون أن يتطلب ذلك أي موافقة أو رقابة من الجامعة. ولقد حصل سوء التفاهم حين أرسل أحد أعضاء الهيئة التعليمية رأيه الشخصي عبر القائمة المُشرَف عليها. وحين لم تصل الرسالة ظنّ هذا العضو أن رسالته قد أوقفت. لكن هذه الرسالة سرعان ما حُوّلت إلى القائمة غير المشرف عليها، وجرى شرح ما حصل لكل أعضاء الهيئة التعليمية. لم تحصل أية محاولة في أي وقت من الأوقات لفرض رقابة على التبادل الحر للآراء بين أفراد أسرة الجامعة.
إن من مسؤولية المعلّقين في الصحف التأكد من معلوماتهم الأساسية قبل إذاعة ما كتبوه على جمهور القراء. وفي هذه المسألة تحديداً، فقد تم اختزال هذه المسؤولية وتجاهلها.
رتشارد براو
(نائب رئيس الجامعة لشؤون التطوير)

■ ■ ■

زفاف العصر

إنّ أسخف ما يمكن أن يكون عليه إعلامنا هو أن يغطّي زفاف الأمير البريطاني. وكيف لنا أن نفسّر تهافت بعض ممثلي وسائل الإعلام اللبنانية لحضور الحفل الموازي في السفارة البريطانية ولتغطية هذا في وسائلهم؟ والعيب الأكبر أن يكون الشعب يتابع هذا الزفاف. ما هو الهدف من هذه التغطية سوى إصرار وسائل الإعلام هذه على تسطيح عقول المشاهدين؟
شهاب جراده