اجتزاء
ردّاً على مقال خليل عيسى «اليسار اللبناني يسقط في سوريا» («الأخبار» العدد 1428، السبت 4 حزيران 2011):
يقول عيسى في مقاله «يأتي البيان الأخير للمكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني الصادر بتاريخ 20 نيسان 2011، ليمنّن الشعب السوري بأنّ من حقه أن يتحرك بكل الوسائل السلمية والديموقراطية من أجل الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومواجهة الفساد، لكنّه، في المقابل، يتجاهل أيّة تسمية للشهداء والقتلى في سوريا، ويأمل أن تسارع (الحكومة السورية) الى تنفيذ سائر الإصلاحات التي تقدم بها الرئيس بشار الأسد».
انتهى ما اقتبسه عيسى من بيان المكتب السياسي للحزب الشيوعي، حاذفاً بجرّة قلم ما تضمنه البيان من موقف واضح يؤكد فيه الحزب الشيوعي: «أنّ هذا الحق المبدئي ـــــ أي حق الشعب السوري ـــــ يصبح أكثر إلحاحاً عندما يقرّ الرئيس السوري بأنّ الإصلاحات المنوي تنفيذها كانت قد أقرت منذ عام 2005 ولم تنفذ على الرغم من مرور أكثر من خمس سنوات؛ بل، على العكس من ذلك، زادت الأجهزة الأمنية من تدخلها في الشؤون السياسية والاجتماعية الى حد منع حرية التعبير واعتقال مفكرين كبار لهم تاريخهم الوطني المشرّف ودورهم في مواجهة المؤامرات الإمبريالية على سوريا والعالم العربي، أمثال د. الطيب تيزيني وميشيل كيلو...».
ويكمل بيان الحزب بتأكيده ضرورة «محاسبة الفاسدين والمفسدين، وكلّ الذين أسهموا في قمع التحركات الشعبية وفي إطلاق النار على المتظاهرين، مما أدى الى سقوط العديد منهم بين شهيد وجريح.. ..».
الواضح أنّ عيسى استسهل الاجتزاء لتحريف موقف الحزب الشيوعي مما يجري في سوريا، ولو لم يكن الوضع كذلك لما جزم عيسى بأنّ بيان المكتب السياسي للحزب الشيوعي تجاهل أيّة تسمية للشهداء والقتلى في سوريا، ولما تساءل «هل المعارضون الوطنيون في سوريا أمثال ميشيل كيلو وعارف دليلة وياسين الحاج صالح ـــــ وهم كلهم «رفاق» بالمناسبة ـــــ أصبحوا فجأة عملاء لـ«الدوائر» الإمبريالية؟». كيف يستقيم تساؤل كهذا، تشكيكي، فيما نص البيان ينتقد إقدام الأجهزة الأمنية على اعتقال مفكرين كبار لهم تاريخهم الوطني المشرف في مواجهة المؤامرات الإمبريالية على سوريا وعلى العالم العربي؟ يستقيم ذلك في قراءة تحريفية للنص المنقود قائمة على منهج الاجتزاء في محاولة منها لإثبات ذاتها بالوهم.
خليل حيدر