الممانعة والثورة والعتب
تعليقاً على مقال «الممانعة والثورة» («الأخبار»، 16/6/2011):
قبل الثورات العربيّة، لم يكن المشهد البحريني يهمّ الكثيرين في هذه البقعة الممتدة من الخليج إلى المحيط، لكنه، اليوم، بعد حركة الاحتجاجات السلمية، بات يحظى بأهميّة.
إلّا أنني، يا أستاذي الكريم خالد، أجدك تستكثر على المطالبين السلميين بالحرية والمساواة والعدالة هناك، أن تذكر اسم المنامة عندما تحدثت عن الحقيقة التي في الشوارع. فلماذا لم تكتب المنامة وبعدها تضع النقاط الثلاث؟ أم أنك تعرف ما لا نعرفه نحن عن الاحتجاجات هناك، هل هي مؤامرة ومطالب طائفية فقط، أم هي حركة شعبية مطلبية سلمية. وإذا كان الذي يحدث في سوريا ليس مؤامرة، فمن الممكن أن يكون ما يحدث في البحرين ليس مؤامرة؟
إذاً فإنّ أولويّات الشعوب العربيّة ليست في ما يطرحه الممانعون ولا المعتدلون، بل «في طلب الحريّة والكرامة والخبز. الشعوب العربيّة حسمت أمرها لمواجهة هراوات رجال الأمن، والنهب المنظّم، وتأكيد مشاركتها في القرار السياسي، وهي ليست مستعدّة لوضع هذه المطالب على الرفّ من أجل أيّة قضيّة أخرى». وهنا أنتَ مصيبٌ وصادقٌ وواضعٌ يدكَ على الجرح تماماً.
أعتب عليكم لأنّ هناك تجاهلاً إعلاميّاً كبيراً (في غير «أخباركم» الموقّرة) لاحقاً بسلميّة الاحتجاجات هناك. ولو ذكرتَ كلمة المنامة، لرفعتَ المعنويّات أكثر.
علي أ. وهبي

■ ■ ■

إلى الوزير باسيل

أنا من الذين تهدّمت منازلهم في عدوان تموز، وتسلّمت منزلي من شركة «وعد»، مشكورة، في تموز 2010. لقد فوجئنا اليوم (أوّل من أمس) بعامل شركة الكهرباء يسجل أرقام العدادات في غرفة الكهرباء، ولديه أمر تنفيذ قطع التيار الكهربائي عن معظم سكان المبنى. وعند الاستفسار، تبيّن أن هناك فاتورتين (الأغلب، هناك من لديه أكثر) ما قبل عدوان تموز مباشرةً لم تُحَصّلهُما شركة الكهرباء. بعد خمس سنوات، ومن دون سابق إنذار، يأتي إذاً موظّف الكهرباء ولديه أوامر قطع من دون الأخذ في الحسبان أننا في التاريخ الذي كان على الجابي أن يأتي فيه لتحصيل الفواتير، كانت منازلنا رُكاماً وكنّا مُهَجَّرين. كان من الممكن أن يرسلوا الفواتير بعد تسلّمنا المنازل، ومن ثم تُقطع الكهرباء عمّن يرفض الدفع.
في النهاية، أود أن أشكر الموظف الذي كان لديه حس مؤسساتي وإنساني أكثر من المدير العام لشركة الكهرباء، وأمهلنا حتى يوم الاثنين كي نسوّي أمورنا.
إيهاب حدرج
(حارة حريك)