صورة البعريني

ورد في جريدتكم العدد 1470 تاريخ 25/7/2011 مقال للكاتب غسان سعود تحت عنوان «نواب المستقبل يولولون: البعريني دائماً في المرآة».
إننا نلفت إلى بعض النقاط التي وردت في المقال والتي ورد في مقدمها أنه «وعوضاً عن أن ترى صورتك ترى صورة النائب السابق وجيه البعريني». وبما أن النائب البعريني لم يبحث عن المرايا في تاريخه ولم تكن المرايا هاجسه، فإنه موجود في الواقع السياسي والاجتماعي لم يغادره ولا في أصعب الظروف، بل ظل ملتصقاً به، وملازماً لكل قضايا الناس ومشاكلهم وأفراحهم وأحزانهم...».
وورد أيضاً «تعلك خطابك كما يعلك خطابه»، إننا نربأ بكم عن استعمال هذا المصطلح لأنه لا يليق بمَن التزم النضال في سبيل الشعب والوطن، وبمَن لم يترك مناسبة أو فرصة إلا وعبّر بصدق عن انتمائه وعن أخلاقه العالية في كل مواقفه وتصريحاته، دون أن يعيبه أنه لم ينل الشهادات العالية التي هي في معظم الأحوال غطاء للمعوقين فكرياً الذين يظنون أنهم بشهاداتهم يتفوقون على تضحيات المناضلين وجهود الذين وضعوا الوطن في عيونهم وقلوبهم... لذلك فإن مصطلح يعلك غير لائق، وخاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار ما ورد في الموضوع: «كاريزما بالمقلوب وخطاب سياسي للتنويم». فكلمة علك وعبارة كاريزما بالمقلوب وخطاب سياسي للتنويم لا أدري إن كان المقصود منها ذمّاً أو مدحاً، ولكن في الحالتين فإن وجيه البعريني جريء، وأكثر مما يتصوّر الآخرون، في التعبير عن آرائه، وله كاريزما القائد.
أما ما ورد عن تصنيف النواب وتبويبهم: خمسة يتلعثمون، وستة يحتفلون، وثلاثة ينتقدون وواحد يصرّ على معاركه الدونكيشوتية، فهذا وهم، وهكذا هم يوزعون الأدوار في ما بينهم، بينما نرى وجيه البعريني صاحب قرار وصاحب مبادرة وصاحب موقف يدافع عن اقتناعاته وفي أصعب الظروف، ويلتزم بحلفائه ولا يتخلى عنهم. فهو لا يتلقى أوامر من أحد، ولا يتلقى أموالاً من أحد، إنه هو الذي يعطي من جيبه دون أن يعير المواسم السياسية والانتخابية أي اهتمام، ولا يوزع هباته وعطاياه في تلك المواسم ليقفل أبوابه وأبواب مؤسساته في ما بعد...
أما ان المستقبليين يتلقون تعليماتهم بواسطة: أس أم أس أو الـ: إيمايل، أو المانشيت، فهذا شأنهم. أما وجيه البعريني، فقراره من اقتناعاته، وقد واجه الكثير من التحديات عندما حاول غازي كنعان وعبد الحليم خدام استعمال مصطلح «التعليمات» معه، لأنه بشخصيته القيادية رفض وما زال يرفض هذه الطريقة في التعاطي السياسي.
.... والرئيس ميقاتي له الحق في أن يطمح ليكون في الصف الأول، وأن ينسج علاقاته مع مَن يشاء من الإسلاميين أو غيرهم، ولا عيب في ذلك، بل انه أمر طبيعي وطموح مشروع وعلاقات قد تؤدي إلى حالة من الاستقرار المفقود منذ مدة طويلة.
الدكتور مصطفى عبد الفتاح
عكار ـــــ لبنان