صديقك

حضرة رئيس تحرير جريدة الأخبار الأستاذ إبراهيم الأمين المحترم
تحية طيبة وبعد
صديقك مَن صدَقَك وليس من صدّقك، أحببت أن أبدأ قولي هذا رغم أني لا أعرفك إلا من خلال كتاباتك ومن خلال فيلم وثائقي تتحدثون فيه عن تجربتكم الحزبية، فكيف لي أن أكون صديقك؟
كذلك أرجو من جريدتي «الأخبار» التي ما انفككت عن شرائها منذ انطلاقتها لغاية كتابة هذه السطور، أن تتّسع صفحاتها وصدركم لبعض الألم الذي أحسست به وأنا أتصفّحها كالعادة من الغلاف إلى آخر صفحة التي تحوي موضوعاً عن حفلة الفنان مرسيل خليفة وإعلاناً لمهرجان غنائي في الذكرى التاسعة والعشرين لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية، ولست أدري إن كان هو الآخر مدفوع الأجر!

للعاملين في جريدة «الأخبار»، ولقراء «الأخبار» نقول إنها الذكرى التاسعة والعشرون لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية، تلك المقاومة التي جعلت الاحتلال يفرّ هارباً من بيروت رافعاً رايات إننا خارجون فلا تطلقوا النار. إنها مقاومة جمال ساطي وخالد علوان وخليل حاوي وسناء محيدلي وبلال فحص وآخرين من الشهداء الأبطال... لا حرف ولا كلمة واحدة تتحدث عن صفحة مشرقة من حياتنا بالنسبة إلى العديد من الأحرار والمناضلين، وإن كانت قد تبدّت لك غير ذلك فإنها قادت ومهّدت لنصر تموز الذي استحوذ الكثير من كتاباتك وإطلالاتك الإعلامية المتلفزة.
للعاملين في جريدة «الأخبار» ولقرّائها نذكّر بأنها الذكرى التاسعة والعشرون لمجزرة صبرا وشاتيلا، ذكرى عظيمة بألمها من تاريخ أمتنا، لا حرف ولا كلمة ولا حتى إشارة تحية إلى ذكرى مَن سقطوا دفاعاً عن عزة الأمة.
أخيراً.. إيماناً مني بأن التاريخ كحدث يؤرّخ لنضالات الشعوب، آليت على نفسي في هاتين المناسبتين أن أذكّر علّ الذكرى تنفع وتشحذ ذاكرتنا العربية التي أصابها العجز، علّنا بذلك نكفّر عن تقصيرنا الفاضح وتقاعسنا بحق أبطال قضوا دفاعاً عن عزة هذه الأمة ومجدها.
عتب على قدر المحبة نبثّه إليكم، ونرجو أن يكون هذا التقصير غير متعمّد، وإن كان غير ذلك فلنا الحق بالرد والإيضاح من قبلكم.
عماد جمال الدين