«سيدة إيليج»
تعليقاً على ما نشرته «الأخبار» تحت عنوان «معركة الصلبان تستعر... والآتي أعظم» (20/9/2011)، نشير إلى أن الموضوع فيه الكثير من الحقائق كما المغالطات، لكنه ابتعد عن الدقة والموضوعية في ما يخصّ رابطة سيدة إيليج، وهي جمعية غير سياسية هدفها إحياء ذكرى الشهداء الذين سقطوا خلال الحرب دفاعاً عن لبنان والوفاء لهم وللقيم الإنسانية والأخلاقية فقط من دون أي طموح للعب دور سياسي أو لاستثارة غريزة أو تحريض طائفي. والرابطة تحيي ذكرى الشهداء والبطاركة في عيد ارتفاع الصليب في كنيسة سيدة إيليج في بلدة ميفوق القطارة منذ 15 عاماً، كذلك لسنا نحن من يطلق على السيدة العذراء لقب «سلطانة الشهداء» كما جاء في المقال، بل هذه التسمية محفورة في الليتورجيا المسيحية؛ لأن السيد المسيح هو الشهيد الأول بالنسبة إلى المسيحيين، وهناك «طلبة» في الكنائس تقول: «يا سلطانة الشهداء تضرّعي لأجلنا». إضافة إلى ذلك، سمّيت سيدة إيليج سلطانة الشهداء منذ مئات السنين؛ لأن دير سيدة إيليج الذي كان مقراً بطريركياً على مدى أربعمئة سنة شهد على مرّ التاريخ عدداً كبيراً من الشهداء، أبرزهم البطريرك جبرائيل حجولا الذي استشهد حرقاً، لذلك ندعو كاتب المقال غسان سعود إلى الاطلاع على تاريخ هذا الدير الموغل في القدم.
وقد ورد في المقال أيضاً: «وهنا يخطب مقاتل قواتي بالحشد، قائلاً: أيها الأهل والرفاق، إننا قادرون على الصمود والبقاء والشهادة ليسوع المسيح في هذه البقعة من الأرض، إن نحن آمنّا وتعلمنا وتذكّرنا وصبرنا. احملوا صليب يسوع وكونوا في الصمود، كونوا في العنفوان والبطولة والكرامة. لن تقوى علينا أبواب الجحيم». فلماذا لم يلاحظ القسم الأول من الخطاب الذي ألقاه نائب رئيس الرابطة، وليس مقاتلاً قواتياً كما تخيّلت. ويقول فيه: «في العام الماضي وقفنا هنا نقتبس عن قديس لبنان شربل، كلاماً يحثّنا على حمل صليب يسوع سبيلاً لخلاصنا، الذي هو مفتاح باب السماء، وينبئنا بأن ما حولنا سيتغير، والمطلوب أن نكون في الصمود كما صمد البطاركة والأجداد، بالإيمان والقيم والالتزام بالمسيح فعلاًَ وشهادة.
هذه هي رابطة سيدة إيليج الوفية للقيم الإنسانية والأخلاقية وللشهادة للحق والحقيقة، وأعمالها تشهد على ذلك، وندعوك بكل محبة إلى التعرف علينا قبل الحكم غيباً.

أمين سر الرابطة فادي الشاماتي