حبوس يوضح
تعليقاً على التحقيق الذي نشرته جريدتكم، على حلقتين حول العلويين وجبل محسن (28 و29/10/2011) ، يهمني توضيح ما يأتي:
حاول المقال إظهار طرابلس وكأنها مدينة منغلقة تتحكم فيها العصبية والتعصب والتطرف، وأن أهلها يتحينون الفرص لاستهداف العلويين، وأن أبناء هذه الطائفة يعيشون في «كانتون» جبل محسن، وهذا أمر بعيد عن الواقع، فطرابلس نموذج للتعايش بين سائر الطوائف، وفيها من كل التيارات، وجبل محسن جزء لا يتجزأ منها، إلا أن إهمال الدولة والحكومات المتعاقبة وتهميش السنة والعلويين دفع بهذه المنطقة الى هذه الحال السيئة. ولا بد من الاشارة إلى أن الصدامات المسلحة لم تكن في يوم من الأيام طائفية، بل على خلفيات سياسية، وأحدثت جرحاً طالبنا مراراً بإغلاقه، وكان آخرها ما عرف بالمصالحة التاريخية التي عقدت في منزل المفتي مالك الشعار، لكنها وللأسف لم تستكمل، حيث يبدو أن هذا الجرح مطلوب أن يبقى ليحركه المستفيدون عندما تدعو الحاجة إلى استثمار دماء الفقراء في التبانة وجبل محسن.
كذلك تطرق التحقيق الى المجلس الاسلامي العلوي والصعوبات التي واجهته، لكن كاتبه لم يذكر أننا بتاريخ 29 آذار عام 1972 وقّعنا كشخصيات علوية وثيقة مع الامام المغيب موسى الصدر بحضور نائبه الشيخ عبدالأمير قبلان لانشاء مجلس إسلامي علوي، وذلك بعدما طلب الامام الصدر من مجلس الخدمة المدنية احتساب حصة العلويين في الوظائف الرسمية والقوى الأمنية من حصة الطائفة الشيعية التي كانت تعاني أيضا من الحرمان. ولم يذكر التحقيق أن هذا المجلس أنشئ خلال الولاية النيابية للنائبين أحمد حبوس وعبد الرحمن عبد الرحمن وأبصر النور في العام 1999 ضمن ولايتهما، وقد أرادا أن يكون مقر هذا المجلس في قلب طرابلس، قبل أن ينتقل الى جبل محسن بسبب الاحداث الأخيرة.
أما السؤال عن ماذا يريد أحمد حبوس؟ فانني وبعد الاستغراب للسؤال، أقول: أريد مصلحة الطائفة العلوية، وهذه المصلحة جزء لا يتجزأ من مصلحة طرابلس ولبنان بكل طوائفه ومذاهبه وتياراته. وهنا لا بد من تأكيد جملة ثوابت وهي: إن الطائفة العلوية لا تستقوي بأحد، وهي موجودة منذ نشوء لبنان، وتعيش تحت سقف القانون، وتعد الجيش اللبناني ضمانة أمنها، وهي لن ترضى أن يهمشها أحد او أن يصادر حريتها او أن يستبعدها عن أي موقع لها الحق في ان تكون فيه.
النائب السابق أحمد حبوس