العزيز آرمين فان بيورنتحيّة طيّبة وبعد،
فنحن لبنانيين وفلسطينيين، ولبنانيّات وفلسطينيّات، ننتمي إلى مشاربَ واتجاهاتٍ عدةٍ يَجْمعها رفضُ الصهيونيّة العنصريّة، والانتصارُ لتحرير فلسطين وكلِّ المناطق العربيّة التي احتلّتها «إسرائيلُ» منذ تأسيسها، ولعودة الفلسطينيين إلى ديارهم كافّةً.
نحن في العادة نتوق كثيراً إلى الترحيب بالفنّانين العالميين في ربوع لبنان. وقد علمنا أنّك ستُحْيي حفلاً في بيروت في 30/12/2011. غير أنّك كنتَ، ويا للأسف، قد اخترتَ، في 30 حزيران من العام الجاري، أن تُحْيي حفلاً في إيلات، الواقعة في الكيان الصهيونيّ الذي يَفرض التمييزَ العنصريّ والاحتلالَ، ويستخفّ بالقوانين الدوليّة. نعم، لقد آثرتَ يا فان بيورن أن تُحْيي حفلك في «إسرائيل» حتى بعدما تلقّيتَ مناشداتٍ من ناشطين عالميين معادين للتمييز العنصريّ، بل من مواطنين إسرائيليين أيضاً (رسالتهم مؤرّخة في 21 حزيران)، يدعونك إلى إلغائه. وقد اخترتَ أن تُحْيي حفلك هناك على الرغم من معرفتك بأنّ «إسرائيل تَستخدم النشاطاتِ الثقافيّة العالميّة لإضفاء وَهْمِ الطبيعيّة [الوضع الطبيعيّ] على واقع حصار مليون وستمئة ألف فلسطينيّ في غزّة (44 % منهم أطفالٌ دون الرابعة عشرة)، وعلى واقع فرضِ أحكامٍ عرفيّةٍ في حقّ مليونين ونصف المليون من الفلسطينيّين في الضفّة الغربيّة بلا حقوقٍ مدنيّة، وعلى واقع خضوع ملايين آخرين لقوانين تمييزيّةٍ عنصريّةٍ داخل إسرائيل [فلسطين 1948] نفسها».
بسبب موقفك في هذه المسألة، قرّرنا، في لبنان، أن ندعو الناسَ إلى مقاطعة حفلك في بيروت. على أنّنا مستعدّون للترحيب بك بمجرّد أن تعلن موقفاً واضحاً بالامتناع عن تقديم العروض في دولة الاحتلال والعنصريّة.
لقد استجابت فرقٌ عديدة وفنّانون عديدون نداءَ المجتمع المدنيّ الفلسطينيّ في 2005 «بمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها» (بي. دي أس)، ردّاً على احتلالها وعنصريّتها وحرمانها اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم بموجب القرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة. نناشدك، يا فان بيورين، أن تحذو حذوَ روجر ووترز، والثنائي البريطانيّ ماسيف أتّاك، وتيندرستيكس، ولفت فيلد، وفايْثليس، وذا بيكسيز، وغوريلاز ساوند سيستم، وألفيس كوستيللو، وغيل سكوت ـ هيرون، وكارلوس سانتانا، وبونو/يوتو، وديفاندرا بانهارت، من بين آخرين، رفضوا إحياءَ عروضهم في «إسرائيل».
السيد فان بيورن،
إنّه ليزيد من أسفنا أن تقرِّر إحياءَ عرضك في الكيان الصهيونيّ بعد تجاهلك مناشدات «بي دي اس» الامتناعَ عن ذلك. ونودّ إعلامَكَ أنّنا، في الوقت الذي نتضامن فيه مع الشعب الفلسطينيّ في نضاله من أجل العدالة والحريّة، نناضل هنا في لبنان أيضاً ضدّ انتهاكات «إسرائيل» المتواصلة للقوانين الدوليّة: فجزءٌ من أرض لبنان لا يزال محتلاً، وقُراه لا تزال مليئة بالقنابل العنقوديّة التي رمتها «إسرائيلُ» علينا صيفَ 2006، ولا يزال البلد يتعرّض للتهديد البرّيّ والبحريّ والجوّيّ الإسرائيليّ.

السيد فان بيورن،
حين ألغى ديفاندرا بانهارت حفله في «إسرائيل» علّل ذلك بالقول: «يبدو أنّنا نُستخدم لدعم وجهات نظر ليست وجهاتِ نظرنا نحن». وبالمثل، فإنّ حفلتك في الكيان الصهيونيّ في 30 حزيران 2011 كانت دعماً لنظام القمع الإسرائيليّ، في وجه العزلة الدوليّة المتزايدة له. وإلى أن تختار ألاّ تدعَ موسيقاك تجمّل القمعَ والفصلَ العنصريين، فأنت غيرُ مرحَّبٍ بك في لبنان. وسنعمد إلى حثّ مجتمعنا في لبنان على مقاطعة حفلك؛ كما أنّنا سنحثّ الجهة التي دعتك إلى بيروت على سحب هذه الدعوة.

* حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان، والمنظمات الشبابيّة والطلابيّة في لبنان