يبدو أن الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، ووزيرة خارجيّته تسيبي ليفني، يتّجه نحو التأزم على خلفية إصرارها على استقالته لضمان فوزها في الانتخابات
حيفا ــ فراس الخطيب
أعلنت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، لإذاعة الجيش الإسرائيلي أمس، أنه «لا يمكن أن يخوض (رئيس الوزراء إيهود) أولمرت صراعاً من أجل إثبات براءته، في وقت عليه التعاطي مع أزمات صعبة في إسرائيل». وفي حال استقالة أولمرت، فإن ليفني ستخلفه في المنصب إلى حين الانتخابات الإسرائيلية العامة في شهر شباط المقبل، الأمر الذي تطمح إليه. ويرى مقربون منها أن «الذهاب إلى الانتخابات العامة من على كرسيّ رئاسة الحكومة سيزيد من احتمالات فوزها». وأوضحت ليفني أن «موقف كديما يقول إن على أولمرت أن يذهب»، مضيفة أن «موقفها من أولمرت موضوعي وليس سياسياً». وتابعت «أطلب منه بالضبط ما طلبه هو من الرئيس الإسرائيلي السابق موشيه كتساف (الذي تورّط بقضايا تحرشات جنسية). والسلوك الملائم هو ترك منصب رئيس الحكومة». كما طالبت ليفني باقي الأحزاب «بالانضمام إلى دعوتها ومطالبة أولمرت بالتنحي عن منصبه».
وخلال المقابلة التي أجراها الصحافي رازي بركائي مع ليفني، سمع صوت اخترق البث المباشر يقول «وزيرة الخارجية في رمات هحيال (منطقة في تل أبيب)». عندها سعت ليفني إلى تهدئة خواطر المستمعين. وقالت «كل شيء على ما يرام، على ما يبدو هذا أمر متعلق بالحراسة». وتكرر الصوت أكثر من مرة، بعدها سمع صوت آخر يقول «إنذار». فأردفت ليفني لمساعديها على الهواء «من كثرة الحراسة الجميع يعرف أين أسكن».
وفي السياق، قالت صحيفة «معاريف» إنه في ظل التراجع غير المسبوق في قوة حزب «العمل»، يسعى عدد من المسؤولين الكبار فيه إلى الضغط على رئيسهم إيهود باراك، للتحالف مع «كديما» قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة، الأمر الذي يرفضه باراك.
وقالت الصحيفة، على لسان محللها السياسي بن كاسبيت، إن «مسؤولين في حزب العمل مثل فؤاد بن العيزر، وربما يتسحاك هرتسوغ، لا يرفضون الفكرة مبدئياً».
وأوضحت الصحيفة أن «رفض باراك يعود إلى رغبته في الحصول على 13 ـ 14 مقعداً، للدخول إلى حكومة بنيامين نتنياهو ومطالبته بحقيبة الدفاع». إلا أنَّ كاسبيت توقّع أن المطالبة الأساسية بعد الانتخابات ستكون من باراك ليغادر رئاسة الحزب.
وقالت الصحيفة إن موضوع التحالف بين حزبي «العمل» و«كديما» كان «متفقاً عليه مبدئياً بين باراك وأولمرت، إلا أنه تطاير مع الدخان عندما سعى باراك للمطالبة بإقالة أولمرت. وهناك اليوم من يطالب بإعادة إحياء المبادرة».