لا يخفي أن قناة "الغد العربي"، التي انطلقت للبث من القاهرة في النصف الثاني من العام الماضي بعدما كانت مركزيتها في لندن، جزء أصيل من مشاريع الإمارات التي يشرف عليها القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان. ويدير القناة رئيس قطاع الأخبار الأسبق في "إتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري" عبد اللطيف المناوي، وهو معروف بقربه من أجهزة المخابرات المصرية، كما لعب دوراً كبيراً لمصلحة "المجلس العسكري" إبّان ثورة 25 يناير، علما بأنه اضطر إلى السفر والإقامة في العاصمة البريطانية بعد الثورة لأكثر من عامين.وفي الوسط الإعلامي، بات معروفا أن "الغد العربي"، التي يمولها رجال أعمال إماراتيون بالإضافة إلى دحلان، دفعت رواتب ضخمة للصحافيين والعاملين فيها في بداية انطلاقها، كما اشترطت التفرغ على جميع المنضمين إليها. وفيما كانت تدفع هذه الرواتب المضاعفة عن المؤسسات محلية، سرعان ما دخلت القناة في أزمة مالية جعلتها تسرح بعض العاملين بها وتخفض رواتب الجزء الآخر.
كذلك أطلقت "الغد العربي" موقعا إخباريا لكنه لم يحقق انتشارا كبيرا في مصر رغم فريق العمل الضخم الذي استعانت به من أجل ذلك، وكان الهدف الحصول على موقع متكامل منفصل عن القناة على غرار موقع قناة "العربية" الإخبارية لكن هذه التجربة لم تحقق نجاحا واضحا حتى الآن.
كذلك لم تفرض هذه القناة، رغم كل ما صرفت، نفسها في الساحة الإعلامية في مصر أو الوطن العربي في ظل غياب أي انفراد يذكر في تلك الشؤون، ولكنها تبقى على الأقل منصّة بديلة يمكن تقويتها في حال احتاج إليها أصحابها في دور محدد. كما أن استضافاتها لمحمد دحلان، والقيادات القريبة منه كسمير المشهراوي، وأيضا فادي السلامين بدأت بالانخفاض منذ نهاية العام الماضي.
وتشير تقديرات إلى أن مشاهديها هم من "النخبة"، علما بأنها جاءت خارج جميع استطلاعات الرأي للقنوات الإخبارية الأكثر مشاهدة في مصر، مع أن انطلاقها رافقته حملة دعائية ضخمة.