معبر «الكرامة»: السلطة تستجدي إسرائيل... وتذمّر من الـ«VIP»

  • 0
  • ض
  • ض

رام الله | معبر «الكرامة»، أو جسر الملك حسين أو «اللنبي»٬ هناك بالقرب من مدينة أريحا حيث لا تقل درجات الحرارة عن ٤٥ درجة هذه الأيام، يتذمر مئات الفلسطينيين من الأزمة الخانقة الممتدة من الطريق، خارجاً وصولاً إلى قاعة المغادرين.

ساعات الانتظار الطويلة، إلى جانب الذلّ الذي يتعرض له المسافر الفلسطيني، زادت حالة التذمر ودفعت مواطنين ومسؤولين إلى المطالبة بفتح المعبر ٢٤ ساعة.
وإضافة إلى تعقيدات الإجراءات الأمنية والإدارية على «الكرامة»، مقارنة مع إجراءات التفتيش على المعابر بين الدول، يقتصر فتح المعبر على ساعات محددة. وتكون ساعات العمل حتى الحادية عشرة ليلاً٬ فيما يعمل المعبر يومي الجمعة والسبت لثلاث ساعات فقط.
ووفق بيان صحافي لـ«الإدارة العامة للمعابر والحدود» في السلطة، فإن «معبر الكرامة ــ جسر اللنبي يعاني أزمة خانقة منذ فترة. نطالب بزيادة ساعات العمل على المعبر». وأضاف البيان: «الوضع على المعبر سيئ جداً، وساعات العمل لا تكفي. كذلك هناك إجراءات إسرائيلية وجمركية تعرقل حركة المسافرين في كلا الاتجاهين».
وأوضح البيان أن زيادة طرأت على عدد المسافرين هذا العام، وقد وصلت إلى 48% عن العام الماضي. وفيما كان عدد المسافرين في العام الماضي (1-7 حتى 17-7) 104 آلاف مسافر، بلغ في نفس الفترة من هذا العام 149 ألفاً تقريباً. كذلك فإن معدل القادمين المسافرين يومياً يأتي بنحو 100 ــ 140 حافلة يومياً، فيما تستمر هذه الأزمة مستمرة منذ نهاية شهر رمضان الماضي، على أن تستمر وفق التوقعات حتى عيد الأضحى المقبل.


ارتفع عدد المسافرين هذا
الصيف بنسبة 50% عن
الصيف الماضي

السلطة الفلسطينية، التي تقدم نفسها على أنها مشروع وطني وخدماتي، اكتفت بمطالبة الجانب الإسرائيلي بفتح معبر الكرامة 24 ساعة يومياً، شارحة أن «القيادة الفلسطينية والحكومة وكافة الجهات المعنية من إدارة المعبر وحسين الشيخ (وزير الشؤون المدينة) والدكتور صائب عريقات وقادة الأجهزة الأمنية... سيجرون اتصالات مكثفة للضغط على الجانب الإسرائيلي لفتح المعبر» بصورة دائمة!
في غضون ذلك، نقلت الإذاعة العبرية العامة (الرسمية) أن «وفداً إسرائيلياً التقى يوم أمس بوفد فلسطيني ضمن فعالية نظمتها السفارة اليابانية لدى تل أبيب، وذلك للمرة الأولى بعد قطيعة دامت سنوات عدة». وقالت الإذاعة إن الاجتماع هدف إلى «بحث السبل الكفيلة بتطوير المنطقة الصناعية التابعة لأريحا وتعزيز الحركة التجارية بين السلطة الفلسطينية والدول العربية عبر جسر الملك حسين (اللنبي)».
في السياق، قال حازم قواسمي، وهو من سكرتارية «حملة حرية حركة الفلسطينيين ــ بكرامة» إن فتح المعبر على مدار الساعة سيخفف 80% من الأزمة على المعبر، مشدداً على ضرورة أن يبادر الجانب الفلسطيني بطلب الراحة لمواطنيه عبر التنسيق مع الأردن قبل البدء بالضغط على الجانب الإسرائيلي، وهي الطريقة التي نجحت سابقاً في تقليل عدد نقاط التفتيش من ست إلى ثلاث.
كذلك انتقد قواسمي خدمة VIP الجديدة، قائلاً إنها من أسوأ ما يمر به المواطن الفلسطيني. والخدمة التي يدور الحديث عنها توفرها شركات خاصة لمن يدفعون أموالاً كثيرة مقابل تلقيهم معاملة خاصة وعبورهم بسرعة ومن دون عوائق، وتشمل أيضاً الشخصيات الرسمية.
لكن نظمي مهنا، وهو المدير العام لإدارة المعبر، نفى أن يكون هناك علاقة لنظام «الشخصيات المهمة (VIP) بما يحدث في «الكرامة» من أزمة خانقة خلال الأسابيع الأخيرة٬ مشيراً إلى أن خدمة «VIP» التي عمل بها أخيراً وأثارت تذمراً شعبياً كبيراً هي «مرفوضة من الجانب الفلسطيني ولن يجري التعامل معها بقرار من الحكومة».
وقال مهنا، في حديث إلى «الأخبار»، إن «هذه شركات خاصة لا تعامل حكومي معها ولا من أي طرف آخر... سنوقف تعاملنا معها كلياً بقرار الحكومة». وكان مهنا قد أعلن أنه قدم طلباً رسمياً للجانب الإسرائيلي لتمديد عمل استراحة أريحا 24 ساعة، خلال الفترة القادمة، وقال: «اجتمعت مع الجانب الإسرائيلي وأبلغتهم مطلب الحكومة الفلسطينية بضرورة العمل على فتح الجسر لمدة 24 ساعة»، وهو ما أيده الجانب الأردني، وبانتظار الرد الإسرائيلي.
وكانت الحكومة الفلسطينية قد أكدت في بيان «رفض كافة الإجراءات التي اتخذت، وسببت الأزمة على معبر الكرامة بين فلسطين والأردن». وقال المتحدث باسم الحكومة، يوسف المحمود، إن «الجانب الفلسطيني أبلغ الجانب الإسرائيلي رفضه القاطع لتطبيق مثل هذه الإجراءات. مجلس الوزراء يبذل جهوداً بالغة من أجل إنهاء هذه الأزمة».
إلى ذلك، قال وزير العدل، علي أبو دياك، إنه يجب التعامل «بمنتهى الأمانة مع اختناق المواطنين وإذلالهم ومعاناتهم على الجسور التي عادت أكثر من عشرين سنة إلى الوراء». وأضاف أبو دياك: «المطلوب من شركات الـVIP ألا ترضى لنفسها بأي شكل المشاركة في استغلال المسافرين. لا يوجد أي حدود في العالم تغلق أبوابها، ولا يوجد أي حدود تستعمل خدمة VIP مدفوعة الأجر بهذا الشكل».

0 تعليق

التعليقات