قبل ثلاثة أسابيع، أفشلت الضغوط الإسرائيلية تعيين رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، سلام فياض، رئيساً لبعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا. وقد تصدت الولايات المتحدة، ممثلة بمندوبتها نيكي هالي، لهذا التعيين بذريعة أنه يعبر عن انحياز المؤسسة الدولية إلى الفلسطينيين على حساب «حليفنا إسرائيل».
بل أعربت هالي آنذاك عن «خيبة أملها» من مجرد ترشيح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتريش، فياض للمنصب المذكور. لكن أمس، لم تجد المؤسسة الدولية حرجاً في تعيين سفير إسرائيل لديها، داني دانون، نائباً لرئيس جمعيتها العامة بدعم من مجموعة الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
وانتخب دانون في تصويت عام جرى أمس في الهيئة العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وهو ترشح للمنصب بوصفه ممثلاً عن مجموعة الدول الغربية (WEOG) في الهيئة الدولية، على أن يشغل منصبه طوال الدورة الثانية والسبعين للجمعية التي تمتد حتى عام كامل. وفي إطار منصبه الجديد، الذي سيتسلمه مع افتتاح الدورة المقبلة للجمعية في أيلول المقبل، سيكون لدانون صلاحية إدارة اجتماعات الجمعية، وسيكون له دور في تحديد جدول أعمال الجلسات. وعلق على انتخابه بالقول: «إن المحاولات المهووسة لمنع إسرائيل من الحصول على مكانها اللائق في مؤسسات الأمم المتحدة لن تنجح». كذلك رأى السفير الإسرائيلي انتخابه إثباتاً لـ«قدرة إسرائيل على الانخراط في أي منصب في الأمم المتحد».

دانون أقاله نتنياهو بعدما وصف أداء الحكومة بـ«المنبطح» في حرب غزة

وكان دانون قد انتخب العام الماضي رئيساً للجنة القضائية في الأمم التحدة، وهي المرة الأولى التي انتخبت فيها شخصية إسرائيلية لرئاسة إحدى اللجان الدائمة في الأمم المتحدة. وشغل دانون (46 عاماً) عضوية الكنيست عن حزب «الليكود» بين عامي 2008 و2015. وعُين عام 2013 نائباً لوزير الأمن، كذلك عين عام 2015 وزيراً للعلوم والتكنولوجيا في حكومة بنيامين نتنياهو، إذ استقال بعدها بأشهر لمصلحة تعيينه سفيراً في الأمم المتحدة.
وتربط دانون علاقات شخصية وطيدة بنتنياهو، وهو من الشخصيات الصقورية داخل «الليكود». ويرى الأول أنه في إطار أي اتفاق إسرائيلي ــ فلسطيني، لا بد لإسرائيل من السيطرة على معظم أراضي الضفة المحتلة وأن تتيح للفلسطينيين حكماً ذاتياً في إطار كتل سكانية مغلقة، على أن يجري تحديد وضعهم النهائي بالتنسيق مع مصر والأردن.
وأثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة عام 2014، انتقد دانون بشدة أداء الحكومة الإسرائيلية، التي كان يشغل منصب نائب وزير الأمن فيها، واصفاً هذا الأداء بالسياسة المنبطحة، الأمر الذي دفع نتنياهو إلى إقالته من منصبه.
وخلال اجتماعها أمس، انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة السلوفاكي ميروسلاف لاجاك، رئيساً لها لمدة عام، علماً بأن الديبلوماسي لاجاك (54 عاماً) هو وزير خارجية سلوفاكيا الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي و«الحلف الأطلسي» منذ 2012.