مع بدء لقاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع المسؤولين الأميركيين، كشفت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي عن أن نتنياهو سيطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب ببعض التعديلات على الاتفاق النووي مع إيران، وهي تشمل أن تفرض الاتفاقية المعدلة عقوبات وقيوداً على تصنيع صواريخ يتعدى مداها 300 كلم، بمعنى أنها تريد أن تشمل الصواريخ التي تزود بها طهران حزب الله وتشكل خطراً على العمق الاستراتيجي الإسرائيلي، وليس فقط الصواريخ التي تهدد أوروبا والولايات المتحدة.
القناة الثانية ذكرت أن نتنياهو ومستشاريه قلقون من الهوة التي تفصل بين مواقف الإدارة الأميركية الموجهة ضد إيران، وغياب أي فعل على الأرض يعزز هذه التصريحات، وبالأخص في ما يتعلق بالاتفاق النووي والتموضع الإيراني في سوريا.
وتأتي زيارة نتنياهو قبل نحو شهرين من الموعد الفاصل المفترض لتحديد موقف أميركي حاسم من مسألة تعديل الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية، أو إلغائه. وأضافت القناة أنهم فوجئوا سلبياً من اكتشافهم أن العقوبات التي تبحث ضد برنامج إيران الصاروخي تتعلق فقط بالصواريخ التي يصل مداها إلى 2000 كلم، والقادرة على ضرب أوروبا، وليس الصواريخ الموجهة إلى إسرائيل، سواء من إيران مباشرة، أو من لبنان وسوريا.
وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن تل أبيب وجهت في المرحلة الأخيرة رسالة إلى الولايات المتحدة والقوى العظمى الأوروبية فحواها أنها تريد أن يتضمن أي تعديل لفرض عقوبات أو قيود تجريبية أو نشر السلاح على كل الصواريخ الإيرانية التي تزيد على 300 كلم وذات الرأس الحربي الذي يزن 500 كلغ وما فوق.
مع ذلك، تتحفّظ دول أوروبا على مطالب إسرائيل وتتعامل معها بشك، إذ يعتقد الأوروبيون أن إسرائيل تحاول أن تُدخل إلى المفاوضات عبر تعديل الاتفاق النووي مع إيران مواضيع ليس لها علاقة بالبرنامج النووي، ويؤكدون ضرورة أن تكون العقوبات على الصواريخ الباليستية البعيدة المدى فقط والقادرة على حمل سلاح نووي. ويبدو أن الولايات المتحدة تميل إلى التماشي في هذه المرحلة أيضاً مع الدول الأوروبية في هذه المسألة.
يُشار إلى أنه في الأسابيع الماضية عقدت جلسات مطولة من المحادثات بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا في لندن وباريس، ومن المقرر أن تعقد جولة ثالثة من المحادثات في برلين خلال الأسبوع المقبل. ولفتت القناة الثانية إلى أنه رغم أن إسرائيل لا تشكل جزءاً من المحادثات التي تبحث تعديل الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا والولايات المتحدة عام 2015، فإنها تطّلع على تطورات المحادثات.
(الأخبار)