كشفت وزارة الداخلية في غزة، التي تديرها حركة «حماس»، مساء أمس، عن أنّ الجهة التي تقف خلف عمليتي تفجير موكب رامي الحمدالله، ومحاولة اغتيال اللواء توفيق أبو نعيم (مدير القوى الأمنية في حماس) «كان لها دور في أعمال تخريبية سابقة في قطاع غزة وسيناء تحت غطاء جماعات تكفيرية متشددة تعمل من خلال ما يعرف بالمنبر الإعلامي الجهادي».أما عن علاقة السلطة بالموضوع، فقال المتحدث باسم «الداخلية»، إياد البزم، إن «مدير المنبر الإعلامي الجهادي، أبو حمزة الأنصاري هو المدعو أحمد فوزي سعيد صوافطة الذي يعمل لمصلحة جهاز المخابرات العامة في رام الله». وأضاف أن التحقيقات «أظهرت أن الخلية كانت تخطط لاستهداف شخصيات دولية تزور قطاع غزة، إلى جانب استهداف الوفد الأمني المصري وقيادات بارزة في حركة حماس». وبحسب البزم، فإن «التحقيقات أثبتت أن شخصيات رفيعة المستوى في جهاز المخابرات العامة في رام الله، هي المحرّك والموجّه لخلايا تخريبية تعمل لضرب الاستقرار الأمني في قطاع غزة». وبالعودة إلى «المنبر الجهادي»، أوضح البزم أنه «تأسس عام 2011 بتوجيه من جهات أمنية لاستقطاب بعض الشباب واستغلالهم لتنفيذ أعمال إجرامية بغطاء تكفيري في ساحات مختلفة». تصريحات البزم جاءت خلال مؤتمر صحافي عرضت فيه وزارة الداخلية اعترافات، عبر شاشة تلفزيونية كبيرة، لعددٍ من الأشخاص قالت إنهم «أعضاء في الخلية المشتبه في ضلوعها في استهداف موكب الحمدالله وأبو نعيم».
المنفذون زرعوا العبوات قبل ثمانية أيام من وصول الحمدالله

وأوضح البزم أنه ثبت من خلال التحقيقات أن العبوات التي استخدمت في تفجير موكب الحمدالله، زرعت قبل ثمانية أيام، فيما زُوِّدت بدوائر التفجير قبل ثلاثة أيام. ولم تكن «الداخلية» تعلم بشأن الزيارة إلا قبل 48 ساعة فقط، في إشارة إلى أن المنفّذين كان لديهم علم مسبق بالزيارة.
من جهتها، وصفت الحكومة الفلسطينية إعلان «حماس» بأنه «تلفيق ملعون»، متهمة الحركة بـ«محاولة ضرب العلاقة ما بين السلطة الفلسطينية وجمهورية مصر». أما المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، فقد وصف ما كشفته «حماس» بـ«الأكاذيب».
وفي السياق، قال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في رام الله، يوسف المحمود، في بيان له، إن «شخصية أبو حمزة الأنصاري، وهو أحمد صوافطة، جرى اختراعها، فهو لم ينتسب في حياته إلى مؤسسات السلطة الفلسطينية». وأضاف أن حماس أشارت خلال ما عرضته إلى «ربط شعبنا البطل ومؤسساته بالمجموعات الإرهابية في سيناء والعمل ضد جمهورية مصر العربية، في محاولة صبيانية لضرب العلاقة مع الأشقاء في مصر». وتابع: «ما قدمته حماس من أكاذيب لا يكفي ليغطي جزءاً بسيطاً من الحقيقة الواضحة التي تدلّ دون ريب على تحمل حماس المسؤولية».
يذكر أن موكب الحمدالله تعرض للاستهداف في 13 آذار الماضي، بينما كان يزور غزة من خلال معبر بيت حانون.

موكب الحمدالله تعرض للاستهداف في 13 آذار الماضي (عن الويب)