سعى العدو الإسرائيلي في الفترة الماضية، إلى فرض معادلة جديدة على المقاومة في غزة. إذ في اليومين الماضيين استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي مواقع تابعة لفصائل المقاومة مما أدى إلى استشهاد مقاومين من «كتائب الشهيد عزالدين القسام» (الذراع العسكرية لحركة «حماس») و«سرايا القدس» (الذراع العسكرية لـ«الجهاد الإسلامي»). اليوم ردّت المقاومة على الإعتداءات الإسرائيلية فأمطرت المستوطنات المحيطة بقطاع غزة بعشرات قذائف الهاون والصواريخ. وذكرت «قناة ١٤» العبرية أنه «منذ حرب 2014، تم إطلاق 82 صاروخاً وقذيفة هاون على المستوطنات ومنذ بداية هذا الصباح فقط، أطلق ما يقرب من 80 صاروخاً وقذيفة هاون».مساءً، أصدرت «كتائب الشهيد عز الدين القسام» و«سرايا القدس» بياناً عسكرياً مشتركاً اعلنتا فيه عن مسؤوليتهما عن «قصف المواقع العسكرية والمغتصبات الصهيونية في محيط قطاع غزة بعشرات القذائف الصاروخية على مدار اليوم». وقالا إن ذلك يأتي «رداً على العدوان الصهيوني الغاشم وجرائمه بحق أهلنا وشعبنا ومقاومينا، والتي كان آخرها استهداف مواقع للجهتين ما أدى إلى ارتقاء عدد من المجاهدين داخل هذه المواقع، إضافة إلى جرائم الحرب التي يمارسها العدو يومياً بحق أهلنا وشعبنا في مسيرات العودة على طول قطاع غزة».
وأكدت «سرايا القدس» و«كتائب القسام»، أن «العدو الصهيوني هو من بدأ هذه الجولة من العدوان ضد أبناء شعبنا واستهداف مجاهدينا ومواقعنا العسكرية خلال الـ48 ساعةً الماضية»، وأنها «لن تسمح للعدو أن يفرض معادلاتٍ جديدةٍ باستباحة دماء أبناء شعبنا وتحذره من التمادي والاستمرار في استهداف أهلنا وشعبنا، وستكون كل الخيارات مفتوحة لدى المقاومة، فالقصف بالقصف والدم بالدم وسنتمسك بهذه المعادلة مهما كلف ذلك من ثمن».
لم يتوقف تبادل القصف بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والعدو الإسرائيلي طيلة اليوم، فقصف جيش العدو، موقع «رصد» للمقاومة الفلسطينية، يقع على الحدود الشرقية لمخيم المغازي، وسط القطاع. وردّت عليه المقاومة بإطلاق رشقات من قذائف الهاون والصواريخ وصل بعضها إلى عسقلان (تبعد ٢٠ كلم عن غزة). وذكرت «القناة 14» العبرية أن 3 جنود أصيبوا بشظايا صواريخ، ووصفت حالة أحدهم بالخطيرة. وأعلن المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، «أغار الجيش من خلال مقاتلات حربية وطائرات أخرى على أكثر من 35 هدفًا في 7 مواقع تابعة لمنظمتَيْ حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة». أدرعي أضاف «لقد تم استهداف 6 مواقع عسكرية بما فيها مخازن أسلحة وأهداف بحرية ومقار إرهابية» وتابع، «خلال الغارات، تم إحباط نفق إرهابي هجومي تابع لمنظمة حماس في منطقة معبر كرم شالوم، الحديث يدور حول نفق ينطلق من قطاع غزة ويخترق الأراضي المصرية، ومن ثم يدخل في الأراضي الإسرائيلية، والنفق مخصص لأغراض إرهابية ولنقل وسائل قتالية إلى مصر»، على حد زعمه.
العدو يتهم الجهاد الإسلامي
«المؤشرات تدلّ على أن حركة الجهاد الإسلامي هي الجهة التي تقف وراء إطلاق أكثر من 27 قذيفة هاون على المستوطنات قرب غزة»، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»؛ الاتهام جاء ربطاً باستشهاد ثلاثة من عناصر «الجهاد» بنيران إسرائيلية أول من أمس.

نتنياهو يستدعي «طاقم الحرب»

في أعقاب التطورات الميدانية المتلاحقة منذ صباح اليوم، استدعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قادة الجيش والمؤسسة الأمنية لجلسة مشاورات عاجلة في مقره في مدينة القدس المحتلة. وقد طالب أعضاء كنيست جيش الاحتلال بـ«رد غير مسبوق» على قصف المقاومة للمستوطنات.

أما بيان جيش العدو، فشرح أنّه نتيجة لانطلاق صافرات الإنذار المبكر، دخل سكان المجلس الإقليمي الاستيطاني أشكول إلى الملاجئ. وفي حين اعترضت «القبة الحديدية» غالبية القذائف، سقطت واحدة في حديقة عامة للأطفال، متسبّبة بأضرار مادية من دون وقوع أيّ إصابات في صفوف المستوطنين.
وأضاف البيان أن مدفعيات الجيش المتمركزة بالقرب من السياج الفاصل بين القطاع وبقية الأرض المحتلة عام 1948، أطلقت عدداً من القذائف على مواقع ونقاط مراقبة تابعة لحركة «حماس».
ضمن هذا السياق، يُشار إلى أن ما حدث صباح اليوم يعتبر التصعيد الأمني الأكبر منذ عدوان صيف 2014، حيث أطلقت، للمرة الأولى منذ ذلك الحين، صافرات الإنذار بهذه الكثافة، ما دفع بسكان 17 مستوطنة للدخول إلى الملاجئ.
وأفاد بيان الجيش بأن رشقة قذائف هاون أطلقت من قطاع غزة على مناطق عدة في جنوب فلسطين المحتلة، تقع بالقرب من غزة أو ما يُعرف بمستوطنات الغلاف. ولفت إلى أنه، في الوقت الحالي، لم تعط أيّ تعليمات استثنائية للمستوطنين هناك، «ولكن يتوجّب عليهم متابعة تعليمات الجبهة الداخلية والانصياع لها».
في هذا الإطار، أفادت القناة الإسرائيلية الرسمية (كان) بأنّ صافرات الإنذار انطلقت في 15 مستوطنة، ونتيجة لذلك أوقفت جميع سفريات الطلبة إلى المدارس، وطلب من جميع سكان «غلاف غزة» الدخول إلى الملاجئ.

(عن الويب)

وفي وقت سابق من اليوم، تحدّثت مصادر فلسطينية في غزة لـ«الأخبار» عن سماع دوي انفجارات هائلة على طول الشريط الفاصل، ليتبيّن لاحقاً أنها ناتجة عن صواريخ «القبة الحديدية» الاعتراضية التي أطلقت باتجاه قذائف الهاون.
ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي صباح اليوم سلسلة غارات على مواقع لحركة «حماس» في قطاع غزة، فيما قصفت مدفعية الاحتلال عدة مناطق في القطاع. ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي رداً على إطلاق المقاومة 25 قذيفة هاون على مستوطنات «غلاف غزة».
كذلك أفيد بأنّ الطائرات الحربية الإسرائيلية أطلقت أكثر من عشر صواريخ باتجاه مواقع للمقاومة في حيَّي الزيتون والشجاعية في غزة، فيما دوّت انفجارات عنيفة في مختلف مناطق القطاع.
التصعيد الأمني الأكبر منذ 2014 سبقه أمس، إطلاق صافرات الإنذار في ثلاث مستوطنات نتيجة لإطلاق وابل من الرصاص في اتجاه مباني وسيارات في مستوطنة «سديروت».
وبرغم أن ما حصل اعتبر «تصعيداً فلسطينياً خطيراً» بالنسبة إلى إسرائيل، فهو ليس إلا رد فعل بسيط من قبل ناشطي المقاومة في غزة على جرائم العدو الإسرائيلي والتي لم تتوقف يوماً، فيما تشهد تصاعداً لافتاً منذ بدء مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار في الثلاثين من آذار/ مارس الماضي.