أيام قليلة فقط على موافقة اللجنة الوزراية الإسرائيلية لشؤون التشريع، على مشروع قانون يمنع التقاط صور أو فيديوات توثق جرائم وانتهاكات الجنود الإسرائيليين، خلال تواجدهم في الأراضي الفلسطينية المحتلّة؛ اقترح وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، اليوم، تعديل قانون آخر يوفر الحماية لعناصر وحدة «حرس الحدود» والشرطة، ويحصّنهم من دعاوى قضائية قد يقدمّها ضدهم فلسطينيو القدس.التعديل الجديد يتماثل مع قوانين شبيهة تسري على جنود الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، حيث يُمنع الفلسطينيون من رفع دعاوى قضائية ضد هؤلاء، جراء تضرّرهم مادياً أو معنوياً أو جسدياً.
أمّا القاعدة التي منها استمد وزير الأمن الداخلي «منطقه»، فهي ما يُطلق عليه إسرائيلياً اسم «عمل حربي». وهو ينطبق على كل ما يُصنف بـ«عملية لمكافحة الإرهاب أو عمل عدواني أو انتفاضة أو أعمال شغب أو حملة أو عملية لمنع عمل ذي طابع عنفي قتالي».
التعديل الجديد يتماثل مع قوانين شبيه تسري على جنود الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة


وبحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، فإن إردان وبالتنسيق مع النيابة العامة، ووزيرة القضاء، إيليت شاكيد، اقترحوا تعديلاً على القانون الموجود أساساً، بهدف توفير الحماية للشرطة و«حرس الحدود» الإسرائيليين من أية دعاوى قضائية يوجهها مقدسيون ضدهم، جراء تعرضهم لضرر خلال ما يسمى بـ«عمل حربي».
وضمن الإطار، برّر إردان وجهة نظره، قائلاً إن «عناصر الشرطة وحرس الحدود يعملون لمكافحة الإرهاب. يجب أن يكون هناك تشريع عادل يحترم مكانتهم ويساويها مع الجنود الإسرائيليين عندما يحاربون الإرهاب».
الاقتراح الجديد يأتي، بحسب الصحيفة، في أعقاب دعاوى قضائية قدمها فلسطينيون من القدس المحتلة ضد الدولة، بعدما تعرضوا جسدياً ومعنوياً وماديّاً للضرر في سياق عمليات نفذها عناصر «حرس الحدود» خلال تظاهرات، أو محاولة لإحباط عملية مقاومة، رغم أنه لم يكن لهم أية علاقة بذلك.
وفي السياق، أشارت الصحيفة إلى أن شرطة الاحتلال واجهت، مؤخراً، نحو عشر دعاوى قدمها مقدسيون، أكدوا فيها أنهم تضرروا نتيجة أعمال حرس الحدود. ولفتت إلى أن «مثل هذه الدعاوى غالباً ما تنتهي باتفاق على تعويض مالي يصل إلى عشرات آلاف الشواقل».
وعلى ما يبدو، فإن إردان استبق «موجة» جديدة من الدعاوى القضائية التي قد يوجهها مقدسيون؛ إذ بحسب الصحيفة، تقدر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنه سيكون هناك مزيد من الدعاوى ضد الجيش والشرطة والحرس من جانب المقدسيين، بسبب المواجهات التي وقعت في السنوات الأخيرة في القدس.