خلال مقابلة أجرتها صحيفة «القدس» الفلسطينية مع كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره، جاريد كوشنر، لخّص هذا الأخير رؤية إدارة بلاده والدول العربية لـشكل «تسوية» القضية الفلسطينية، على قاعدة أن أبناء الشعب الفلسطيني هم مجرّد عبيد للصراف الآلي!«قريباً جداً» ستطرح إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على السلطة الفلسطينية وإسرائيل خطّتها «لحل الصراع»، التي بدت (الخطة) كأنَّما هي اتفاق اقتصادي واستثماري بين رجال أعمال أكثر من كونها اتفاقاً سياسياً.
فمن خلال إجابته عن أسئلة طرحتها جريدة «القدس» الفلسطينية، في المقابلة التي نشرت اليوم، عبّر كوشنر صراحة عن أن «الصفقة» السياسية هي بين الإسرائيليين والسلطة، في حين أن الصفقة الاقتصادية و«تحسين ظروف عيش الفلسطينيين» (بما يتناغم مع الاعتبارات الأميركية) سينسحب أيضاً على كل من الشعبين المصري والأردني.
وضمن السياق، كشف المستشار الأميركي عن أن «القادة العرب الذين التقى بهم، عبّروا عن رغبتهم في رؤية دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية (لم يحدد امتدادها الجغرافي)، وأنهم يأملون التوصل إلى اتفاق يمكّن الفلسطينيين من العيش في ظلّ فرص اقتصادية كتلك المتاحة في بلدانهم».
كلام كوشنر يأتي بعد يوم واحد على كشف وسائل إعلام عبرية، عن لقاء عقد «سراً» في عمّان، بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
مع ذلك، لم يحدّد كوشنر النقاط التي تتضمّنها خطة إدارة ترامب. ولكنّه قال إنه «من أجل التوصل إلى اتفاق، يجب أن يقدم الطرفان تنازلات»، من دون أن يوضح ماهيتها.
ورداً على سؤال عن اختلاف «صفقة القرن» عمّا سبقها من مفاوضات بين السطة وإسرائيل على مرّ عقود، رأى صهر الرئيس الأميركي، أنّ إدارة ترامب «فهمت» ماذا يريد الشعب الفلسطيني. وبنظره، فإن الأخير ينظر إلى الخطة التي ستطرح قريباً من باب «ماذا ستقدّم له من فرص عمل ووظائف، وكيف ستتحسّن ظروفه المعيشية والاقتصادية».
في غضون ذلك، تطرق كوشنر إلى موقف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وعلّق على تصريح المتحدث باسم الأخير، نبيل أبو ردينة، الذي قال فيه إن «جولة كوشنر للمنطقة هي مضيعة للوقت ومصيرها الفشل»، قائلاً إنّه «يصدّق أبو مازن حين يقول إنه يريد السلام». ولكن «حتى لو لم تستقبله الرئاسة الفلسطينية، أو تقرر عدم العودة إلى طاولة المفاوضات، فإن إدارته ستنشر خطتها علانيّة».
وأشار إلى أن المجتمع الدولي يرى برئيس السلطة رجلاً «يحاول الحفاظ على إرثه السياسي وترسيخه، فيما لا يقدم أيّ تنازلات من أجل تحسين ظروف شعبه».
يُذكر أن المقابلة التي نشرتها «القدس» الفلسطينية، أتت على هامش جولة إقليمية قام بها كوشنر، والمبعوث الأميركي الخاص لعملية التسوية في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، إلى المنطقة. وقد جال المسؤولان الأميركيان على تل أبيب والقاهرة وعمّان والسعودية. وهو توقيت لافت قبيل الإعلان المرتقب لـ«الصفقة».