بعد ترسيخ «كتائب الشهيد عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لـ«حركة حماس»، وفصائل المقاومة الفلسطينية، معادلة «القصف بالقصف»، وإعلانها أمس، في بيان عسكري، أن «العدو سيدفع ثمناً من دمائه»، وترسيخاً لمعادلتها الجديدة «الدم بالدم»، قنصت المقاومة الفلسطينية، اليوم، جندياً إسرائيلياً على الحدود الشرقية لقطاع غزة، ما أدّى إلى مقتله، رداً على اغتيال العدو مقاوماً أمس. وأعلن الجيش الإسرائيلي إن «جندي قُتل في نشاط عسكري على الحدود مع قطاع غزة».بدوره، قصف جيش العدو الإسرائيلي مراصد المقاومة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، ما أدّى الى استشهاد ٣ مقاومين، نعتهم «كتائب القسام» وهم: شعبان أبو خاطر، ومحمد أبو فرحانة، ومحمود قشطة الذين استشهدوا شرق خانيونس ورفح، وشهيد رابع محمد شريف بدوان شرق غزة.
بدء الغارات على غزة
مع ساعات الليل الأولى شنّت طائرات العدو الحربية سلسلة غارات على مواقع المقاومة غرب خانيونس. من جهته، دعا «مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى الشرق الأوسط» نيكولاي ملادينوف، كل من إسرائيل و«حماس» إلى «الابتعاد عن حافة الهاوية». وكتب ملادينوف على تويتر: «يجب على الجميع في قطاع غزة الابتعاد عن حافة الهاوية. ليس الأسبوع المقبل وليس غداً، بل فوراً» وأضاف: «يجب إفشال الذين يريدون إثارة حرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
من جهته، ردّ وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان على ملادينوف بالقول: «سنرد بقسوة وستكون كل المسؤولية من الآن فصاعداً على قيادة حماس، إذا واصلت حماس الهجمات الصاروخية، ستكون النتيجة أصعب بكثير مما يعتقدون، ستقع كامل مسؤولية الدمار و (الخسائر) في الحياة البشرية على عاتق حماس».
في السياق نفسه، قال المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي رونين منلس إنه «بعد مشاورات أمنية في وزارة الدفاع، بدأت طائرات مقاتلة تابعة للجيش الإسرائيلي هجوماً واسعاً سيستمر خلال الساعات المقبلة ضد مواقع حماس على خلفية الحادث الأكثر خطورة منذ حرب الجرف الصامد (عدوان عام ٢٠١٤) والذي وقع اليوم على حدود القطاع».

«حماس»: «القصف بالقصف والقنص بالقنص»
من جهته، قال الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم، ان «اختيار الاحتلال الإسرائيلي القصف والعدوان على مواقع المقاومة، وعلى غزة وأهلها، واستهداف المتظاهرين العزل، وقتلهم بدم بارد؛ سيضعه أمام استحقاقات هذا الخيار وتداعياته الصعبة، وسيرفع من تكلفة حسابه». وأكدّت «حماس»: «ترسيخ معادلة الردع المبنية على أساس القصف بالقصف والقنص بالقنص»، معلنة انها «جاهزة وقادرة وماضية في فرض هذه المعادلة وتثبيتها مهما بلغت التضحيات، فشعبنا الفلسطيني، ومن خلفه المقاومة الباسلة، سيمضي بكل قوة في انتزاع حقوقه وكسر حصار غزة». ووجهت الحركة رسالة إلى «صناع القرار في المنطقة» للعمل على « لجم هذا العدوان، وإنهاء حصار غزة، ودعم عدالة القضية الفلسطينية».
قرار الحرب؟
لم يكتف العدو الإسرائيلي بردّه الأوّلي، فعقدت «اللجنة الأمنية المصغرة» (الكابينت)، بحضور رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت، اجتماعاً طارئاً في مبنى وزارة الجيش وسط تل أبيب، وقرّر المجتمعون، «دخول الجيش الإسرائيلي في عملية واسعة النطاق لإعادة الهدوء إلى الجنوب»، بحسب صحيفة «هآرتس». من جهتها نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن ضابط كبير في جيش العدو قوله إن «إطلاق النار تجاه قواتنا على الحدود اليوم هو الحدث الأخطر منذ حملة «الجرف الصامد» (العدوان الإسرائيلي على غزة عام ٢٠١٤)، وحماس تتحمل المسؤولية».
«القصف بالقصف»
وعملاً بمعادلة «القصف بالقصف»، ردّت المقاومة على القصف الإسرائيلي بإطلاق قذائف هاون على مستوطنات غلاف غزة، شاهر هنيغيف، كارني، النقب. وقال موقع «٠٤٠٤» العبري إن «عدة قذائف هاون أطلقت من قطاع غزة سقطت في المجلس الإقليمي لشاعر هنيغيف، من دون انطلاق صفارات الإنذار». كما فجّرت المقاومة، بحسب «القناة العاشرة»: «عبوتين ناسفتين على الحدود الشمالية لقطاع غزة، من دون وقوع إصابات».
في السياق نفسه، أصدرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية تعليماتها لمستوطني غلاف غزة بالبقاء بالقرب من الملاجئ، كما رفعت «نجمة داوود الحمراء» درجة التأهب للحالة القصوى.