أعلنت كتائب «القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، صباح اليوم، رفع الجهوزية إلى ا لدرجة القصوى، واستنفار جميع جنودها وقواتها العاملة في كل مكان، متوعدةً جيش الاحتلال بـ«دفع ثمن غالٍ من دمائه» جراء عدوانه المتواصل على قطاع غزة.«القسام» دعت جميع فصائل المقاومة، من خلال الغرفة المشتركة، إلى رفع الجهوزية والاستنفار إلى الدرجة القصوى. وشددت، في بيان، على أن «العدو سيدفع الثمن غالياً من دمائه جراء هذه الجرائم التي يرتكبها يومياً بحق شعبنا ومجاهدينا»، وذلك غداة استشهاد «المجاهدين محمد العرعير وأحمد البسوس وعبادة فروانة، وهم يؤدّون واجبهم في الدفاع عن شعبهم ووطنهم ومقدساتهم»، في غارات شنها الاحتلال، مساء أمس، على مواقع قال إنها أهداف تابعة لـ«حماس». كما شن غارات على مواقع أخرى للمقاومة شرق مخيم البريج في وسط القطاع وشماله، وفي رفح جنوباً.
في هذا الإطار، قال المتحدث باسم «حماس»، حازم قاسم، إن «المقاومة مصرّة على ممارسة حقها في الدفاع عن شعبنا والرد على جرائم الاحتلال المتواصلة، والتي كان آخرها جريمة أمس التي ارتقى بها 3 شهداء».
في غضون ذلك، أعلن جيش الاحتلال أن تسعة صواريخ أُطلقت من قطاع غزة خلال ساعات الليل وحتى فجر اليوم، غالبيتها سقطت في مناطق مفتوحة في محيط السياج الأمني مع القطاع. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن ضابطاً إسرائيلياً أصيب، أمس، بجراح متوسطة في عملية قنص استهدفته جنوبي القطاع، قبل أن يتم نقله بطائرة مروحية لتلقي العلاج في مستشفى «سوروكا» في بئر السبع. وكانت صافرات الإنذار قد انطلقت في المجلس الإقليمي «أشكول»، بعد سماع دوي انفجارات.

أردان: قد ندخل في مواجهة شاملة
في أول تعقيب إسرائيلي على قنص الضابط في جيش الاحتلال، أكد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، أن إسرائيل قد تدخل في «مواجهة شاملة» مع حركة «حماس» في القطاع. وفي حديث إذاعي مع شبكة «كان» الإخبارية العبرية، قال أردان: «لا يوجد حل متكامل في غزة قادر على تغيير الواقع في لحظة، ونحن نقترب من عملية واسعة ضد حماس». وفيما أشار إلى أن مستوطني غلاف غزة يجدون أنفسهم الآن في «وضعٍ لا يطاق، مشابه للوضع قبل أربع سنوات، وهذا وضع لا يمكن العيش فيه»، هدد أردان «حماس» بالقول إنها «إذا لم تدرك ضرورة وقف الهجمات، فسنضطر للعودة إلى العمليات واسعة النطاق». واعتبر أن تلك العمليات «لن تتوقف حتى يدفعوا ثمناً مثل الذي دفعوه في حرب 2014، وربما يكون الثمن أكبر»، بحسب تعبيره.

موشيه يعلون: الحرب آخر الخيارات
من جانبٍ آخر، قال وزير الأمن السابق، موشيه يعلون، لشبكة «كان»، إن ما جرى الأسبوع الماضي (قصف عشرات المواقع التابعة لـ«حماس») كان «تصرفاً سليماً». ورأى أن «حماس» «يجب أن تدفع الثمن على عدم منعها إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، بعدما تبيّن قدرتها على فعل ذلك». وطالب يعلون باستهداف المسؤولين في «حماس» عن إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، مضيفاً: «إن لم تكن هذه الخطوات كافية، فيجب اللجوء إلى إجراءات أشد، على أن تكون الحرب آخر الخيارات».