في حادثٍ يذكّر بالمواجهات التي اندلعت العام الماضي بين شرطة الاحتلال الإسرائيلي والمقدسيين، خلال أزمة «البوابات الحديدية»، اقتحمت شرطة العدو، اليوم، المسجد الأقصى، حيث اعتدت على المصلّين، وأغلقت باب الأسباط والقطانين والسلساة وحطة، كما منعت المصلّين من الدخول إلى المسجد والخروج منه. وأعلنت مصادر طبية فلسطينية عن إصابة 40 شخصاً داخل المسجد الأقصى بشظايا قنابل الغاز المسيّل للدموع، خلال محاولتهم التصدي لعناصر شرطة الاحتلال، الذين اعتلوا سطح المصلّى القبلي.

دائرة الأوقاف الإسلامية: الاحتلال يحاصر النساء في الأقصى
من جهتها، أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية أن «الشرطة أغلقت أبواب المسجد الأقصى، وطردت المصلّين من ساحاته، بعد اندلاع مواجهات». وقال مسؤول الإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس فراس الدبس، إن «الشرطة أغلقت أبواب المسجد القبلي بالسلاسل الحديدية، كما أغلقت الأبواب الرئيسة للحرم الشريف، بعد انتهاء صلاة الظهر وطردت المصلين». وأضاف: «كما قامت القوات الخاصة بإغلاق مسجد قبة الصخرة، واعتدت على رئيس الحرّاس وعلى المصلّين بطريقه وحشية داخل باحات الأقصى». وقال دبس إن «شرطة الاحتلال أغلقت مسجد قبة الصخرة، محاصرة مجموعة من النساء الفلسطينيات داخله»، لافتاً إلى «محاصرة مصلين داخل المسجد القبلي المسقوف».
ودعت المرجعيات الدينية إلى أداء صلاة العصر عند باب الأسباط، رفضاً لإغلاقه من قبل قوات الاحتلال. وأعلن مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني بدء اعتصام مفتوح، وإقامة الصلوات خارج الأقصى حتى فتح بواباته. وبعد أداء صلاة العصر خارج المسجد سارعت سلطات الإحتلال على إعادة فتح أبواب المسجد خوفاً من تصاعد حدّة المواجهات مع المعتصمين في الضفة الغربية والقدس وغزة.

حركة «حماس»: الاعتداء ما كان ليحصل لولا الصمت الإقليمي
اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أن «الاعتداء على المسجد الأقصى إرهاب دولة منظم وخطير، يمس بوجود المسجد المبارك وبإسلاميته وعروبته». وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم، إن «عملية الاقتحام تعكس عنصرية حكومة الاحتلال وتطرّفها»، مشيراً إلى أن ذلك «ما كان ليحصل لولا الصمت الإقليمي والدولي على جرائم الاحتلال والقرارات الأميركية الجائرة والداعمة لقيام الدولة اليهودية العنصرية المتطرفة الأخطر، ليس على فلسطين فحسب، بل على المنطقة برمتها». ودعا برهوم «سكان القدس والضفة والداخل المحتل وفي كل فلسطين، إلى مواجهة الاحتلال والانتفاض في وجهه بكل قوة».

حركة الجهاد الإسلامي: الاعتداء على المصلين عمل إرهابي
اعتبرت حركة «الجهاد الإسلامي» أن الاعتداء على المصلّين في المسجد الأقصى «عمل إرهابي خطير وعدوان مبيـّت هدفه المساس بالقدس، وفرض مخططات التقسيم الزماني والمكاني». وحذّرت الحركة، في بيانها، من استمرار الاعتداء على المصلّين «لما يحمله من تداعيات خطيرة». كذلك، دعت «الجهاد الإسلامي»: «جماهير شعبنا إلى شد الرحال للأقصى»، مطالبة «الأمّتين العربية والإسلامية بالعمل فوراً لحمايته»، ومؤكدة أن «الشعب الفلسطيني لن يتهاون في الدفاع عن كرامته ومقدساته».



غزة: شهيدان و115 جريحا
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد غازي أبو مصطفى (43 عاماً)، والطفل مجدي السطري (14 عاماً) واصابة 115 اخرين بجراح على الحدود الشرقية لقطاع غزة. وقالت وزارة الصحة ان الشهيد ابو مصطفى أصيب برصاصة قنّاص اسرائيلي في منطقة الرأس على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوب القطاع، بينما استشهد الطفل أبو عرمانة بعد إصابته برصاصة قنّاص برأسه في رفح جنوب القطاع. وأعلنت الوزارة إن «عدد الجرحى ارتفع إلى 115 فلسطينيا من بينهم 8 أطفال، و4 سيدات، و3 مُسعفين بجراح مختلفة وبالاختناق»، مشيرة إلى ان من بين المصابين «5 بحال الخطر».