في رسالة تهديدية تفاجأ بها ذوو ناشطات في «الكتلة الإسلامية» في جامعات الخليل على أعتاب منازلهم، أمس، كتب جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه «إذا وصلت إليكم هذه الرسالة، فمعنى ذلك أنكم أولياء أمور إحدى ناشطات الكتلة الإسلامية»، في إشارة إلى طالبات جامعيات ينشطن في الذراع الطلابية لحركة «حماس» في أكاديميات الضفة الغربية المحتلة. الرسالة وصفت العمل الطلابي بأنه إنما ينبع عن عمل «مخالف للقانون»، ويعتبر «عملاً أمنياً». ذلك في حين أن الكتل الطلابية في الجامعات الفلسطينية، التي هي كتل منبثقة عن أحزاب وفصائل سياسية، تؤدي عملاً ضمن إطار نقابي يهدف إلى تقديم خدمات جامعية للطلبة، وليس لها أي علاقة بالعمل الأمني.مع ذلك، اعتبر جيش الاحتلال، في بيان له، أن حملته التي شنها ضد «الكتلة الإسلامية» إنما تهدف إلى «وقف التحريض على الإرهاب الذي تقوم به الكتلة... صودرت مواد تحريضية كثيرة من مقر الطلبة في جامعة الخليل. كما وصلت رسائل إلى أهالي الطالبات اللواتي يشاركن في أعمال التحريض».
الرسالة تضمنت، أيضاً، تنبيهاً للأهل من أن أي «تورط في نشاطات الكتلة، قد يؤدي إلى اعتقال ابنتكم والمساس بمشوارها العلمي ومستقبلها، وإلى تبذير أموالكم وبعث السخط والقلق في قلوب أسرتكم». وقبل أن يختم الاحتلال رسالته بـ«أُعذر من أنذر»، خاطب الأهالي كأنما هو «رجل دين»، أو «مصلح اجتماعي»، قائلاً «إننا نهيب بكم أيها الوالدين وأولياء الأمور، بمتابعة نشاط وتصرفات ابنتكم، وتشجيعها على مواصلة مشوارها العلمي، وإبعادها عن مثل هذه النشاطات».
تأتي الحملة «التحذيرية»، بعدما اعتقل الجيش الإسرائيلي، أخيراً، عدداً من الطلاب والطالبات الجامعيين في الضفة الغربية، بزعم «تورّطهم في أنشطة تحريضية على الإرهاب»، حيث يكلّف الانتماء إلى كتلة طلابية منبثقة عن فصيل يصنفه القانون الإسرائيلي «إرهابياً»، إلى اعتقال تصل مدّته إلى ثمانية أشهر حتى 18 شهراً.

«سياسة قديمة ثبُت فشلها»
في تعليق له على الرسائل التهديدية لجيش الاحتلال، اعتبر عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، حسام بدران، أن «ما يقوم به الجيش من تهديد لطالبات الكتلة الإسلامية ولأهلهن على خلفية عملهن النقابي لخدمة طلبة الجامعات الفلسطينية، إنما هو تهديد لكافة شرائح الشعب الفلسطيني».
وأضاف رداً على حملة الاعتقالات، أن «تلك الحملات والتهديدات هي سياسة قديمة أثبتت فشلها في ثني شعبنا عن مواصلة مشروعه التحرري»، مشيراً إلى أن استهداف الاحتلال للمرأة الفلسطينية والذي زادت وتيرته في الآونة الأخيرة خاصة في محافظة الخليل، «يمثل دليلاً واضحاً على الدور الذي تقدمه المرأة الفلسطينية في خدمة مشروع التحرر، وهو ما يجعلها في دائرة استهداف الاحتلال الفاشي».
أمّا هدف الاحتلال من وراء تهديداته، فقد عبّر عنه أحد الطلاب في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، بالقول إن «طلبة الجامعات هم الشريحة الأكثر نشاطاً وتأثيراً في المجتمع، وخلال سنوات طويلة كانوا يحركون الشارع الفلسطيني في مختلف المناسبات الوطنية، وقدمت الكتل بكافة أطيافها، الشهداء والمعتقلين والجرحى، لذلك؛ فالاحتلال يسعى لإخماد شعلة العمل النقابي داخل الجامعات». ونوّه الطالب (فضل عدم الكشف عن هويته لأنه ينشط في الكتلة الإسلامية) إلى أن «عمل الكتل يقتصر على خدمة الطلبة في الجامعة، وتوعيتهم وإرشادهم في إجراءات التسجيل مثلاً، لا سيما للطلبة الجدد، إضافة إلى إقامة المعارض السنوية للقرطاسية بأسعار تناسب المستوى المادي للطلبة، وإحياء المناسبات الوطنية وغيرها من الأنشطة بالجامعة».
من جهته، اعتبر القيادي في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، زاهر الششتري، أن «الطلبة الجامعيون هم جزء من الحالة النضالية للشعب الفلسطيني، وعلينا أن نتذكر أن العديد من قادة العمل الوطني والشهداء والجرحى هم من طلبة الجامعات، فهم قدوة ووقود للحالة النضالية، لذلك سيبقى الطلبة الناشطون بالكتل الطلابية هدفاً للملاحقة والاعتقال». ولفت إلى أن «إسرائيل تستهدف الطلبة الناشطين تحت إطار الجبهة الشعبية في الجامعات، حيث يتعرضون للاعتقال والحكم عليهم إما اعتقالاً إدارياً بدون محاكمة، أو بالسجن لثمانية أشهر إضافة إلى غرامة مالية... معظم الطلبة الذين يفرج عنهم من السجون الإسرائيلية يعودون للعمل الطلابي النقابي بشكل أكبر فعالية، ويصرون على مواصلة نشاطهم رغم ما تعرضوا له».