كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، اليوم، أن جهاز أمن السلطة الفلسطينية أحبط عملية تفجير بواسطة عبوة ناسفة، كانت ستستهدف جنود الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، بهدف «عرقلة المفاوضات غير المباشرة التي جرت بين حركة حماس، وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق تهدئة في غزة». وفي التفاصيل التي كشفتها الصحيفة العبرية، أن جهاز أمن السلطة عثر قبل أسبوع على عبوة ناسفة زُرعت على جانب طريق 443 الذي يربط بين قريتَي بيت لُقيا وبيت عنان غربي رام الله، واللتين تقعان في منطقة «ج» التي تسيطر عليها أمنياً وإدارياً سلطات الاحتلال الإسرائيلي. كذلك، فإن العبوة التي عُثر عليها كانت محمّلة بمواد متفجرة وكمية كبيرة من المسامير، حيث كان الغرض، بحسب الصحيفة، «إيقاع عدد كبير من القتلى الإسرائيليين».
وقد عمد المقاومون إلى زرع العبوة في هذه الطريق، لأن «آليات الجنود الإسرائيليين تمر دائماً من هناك، حيث تصل من خلالها إلى القرى الفلسطينية لتنفيذ حملات الاعتقال». ووفق الصحيفة، فإن «وحدة الهندسة التابعة لأمن السلطة فككت العبوة، بعدما كانت قد أبلغت الجيش الإسرائيلي بعثورها عليها وأطلعته على سير العملية».
في هذا الإطار، رأى مراسل الصحيفة للشؤون الفلسطينية، أليئور ليفي، أن «الهدف من تفجير العبوة كان إيقاع خسائر بشرية في صفوف الجنود، وعرقلة الاتصالات بشأن التهدئة في غزة، والتي من المتوقع أن تستأنف بعد أسبوع». وبحسب مصادر (لم تُحدد هويتها)، فإن التحقيق في الموضوع ما زال جارياً، ولكن التقدير الأمني يشير إلى أن «طريقة تركيب العبوة وزرعها هي طريقة مألوفة يستخدمها حزب الله وكذلك حركة الجهاد الإسلامي، وأنه كان من المتوقع تفجيرها خلال الفترة القريبة».
وبالرغم من أنه لم تُعرف بعد هوية الجهة الفلسطينية التي زرعت العبوة، لفتت الصحيفة إلى أنه في قرية بيت لقيا القريبة من الموقع يوجد «نشطاء ينتمون إلى الجهاد، ويجري التحقيق حالياً في ما إذا كانت تربطهم علاقات مع حزب الله».
يُشار إلى أن هذه ليست المرّة الأولى التي تحبط فيها السلطة عملية ضد الاحتلال، حيث أحبطت عملية تفجيرية مشابهة في بداية العالم الحالي على الطريق القريب من مدينة طولكرم. وبحسب الصحيفة، فإن كشف السلطة في حينه، جاء بعدما «لاحظ مواطن فلسطيني وجود أجسام مشبوهة بالقرب من الطريق، فاستدعى الشرطة الفلسطينية إلى المكان، والتي بدورها استدعت وحدة الهندسة وتفكيك المتفجرات التابعة لأمن السلطة، وقد اكتشفت الأخيرة أن هناك عدداً من العبوات، وقد طُمرت هناك منذ مدّة حتى أخرجتها مياة الأمطار الغزيرة في شهر كانون الثاني».