قد ينجح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي ايزنكوت، في الإيحاء للرأي العام الداخلي والخارجي بأن الجيش استكمل جاهزيته لتنفيذ أي مهمة تلقى عليه، لكن الجهات المهنية ذات الصلة تبقى أكثر تحصيناً إزاء أي طرح، حتى لو اقترن بحملات إعلامية مدروسة ومكثفة. ويبقى لهذه الجهات المختصة تقديرها الذي يستند إلى معطيات محدَّدة. ونتيجة خطورة هذا الادعاء وما قد يترتب عليه، لم يفوِّت رئيس «اللجنة الفرعية السرية لبناء القوة» المنبثقة عن «لجنة الخارجية والأمن» التابعة للكنيست، عوفر شيلح، الوثيقة التي قدمها ايزنكوت إلى المستوى السياسي، معتبراً أنه خلال ولاية رئيس الأركان الحالي «تم تنفيذ خطوات مناسبة كي يصبح الجيش جاهزاً»، ومشدداً على أن «الطريق طويلة» للوصول إلى الجاهزية للحرب.يشكل موقف شيلح محطة مفصلية في تقويم الجاهزية، وينطوي على رسائل تحذيرية للداخل، انطلاقاً من اطلاعه التفصيلي على المعطيات السرية، كونه يصدر عن رئيس اللجنة المشرفة على بناء القوة في الجيش، وتُعرض أمامها التقارير السرية ذات العلاقة. شيلح وسّع دائرة التحذيرات لتشمل الـ«خطة 2030 التي طرحها رئيس الحكومة» بنيامين نتنياهو أمام المجلس الوزاري المصغر قبل نحو أسبوعين، قائلاً: «ليس فيها أي بند عن جاهزية سلاح البر، وهذا مقلق جداً، وإذا استمررنا هكذا، فسننفق المال ولن يكون لدينا أمن». وكانت «اللجنة الفرعية» قد أصدرت السنة الماضية تقريراً تناول ثغرات كبيرة، وتحديداً في القسم السري من التقرير، كما أكد شيلح، حول جاهزية سلاح البر من حيث إنجاز المهمات، ولفت أيضاً إلى تقرير «مفوض شكاوى الجنود»، يتسحاك بريك، مقترحاً على المؤسسة الأمنية أخذ كل انتقاد بجدية وإجراء الإصلاحات.
وعلى نفس الوتيرة، حذر شيلح من الاغترار بعدد الهجمات التي شنتها إسرائيل في الساحة السورية، معتبرا أن هذا الأمر (الاغترار) يشكل مصدراً للقلق، وهو ما يتلاقى مع ما قاله رئيس «معهد أبحاث الأمن القومي»، اللواء عاموس يادلين، في صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «من الضروري أن نفحص بصورة متواصلة هل بناء القوة الإيرانية قد تضرر بصورة كبيرة، وأن نتذكر أن المهم ليس عدد عمليات القصف، بل هل هذا القصف حقق الهدف الاستراتيجي منه».
في السياق، قال شيلح أيضاً إن الأمر المقلق الثاني هو غياب خطوة سياسية في ما يتعلق بمنع التمركز الإيراني وتشكل المحور من طهران إلى العراق وسوريا ولبنان، إذ رأى أن «التسوية في سوريا يصنعها (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين مع (الرئيس الإيراني حسن) روحاني و(التركي رجب طيب) أردوغان». كما حذر رئيس «اللجنة الفرعية لبناء القوة» من أن «العمليات التكتيكية (في إشارة إلى الغارات الجوية في سوريا) من دون مسار سياسي لن تحقق في النهاية النتائج المرجوّة».
في سياق آخر، كشف موقف الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، عن مفاعيل مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، خلال كلمته في ذكرى التحرير الثاني، التي لفت فيها إلى ضعف العنصر البشري في إسرائيل، وهو ما برز في تحذيره (ريفلين) من أن «أعداء إسرائيل ينظرون ويفحصون طوال الوقت مناعتنا الوطنية، وهم يفحصون نسب التجنيد... هم ينظرون إلى المجتمع الإسرائيلي ويحاولون باستخدام الإرهاب والحرب النفسية أن يدخلوا إلى التصدعات بيننا وتوسيعها».