سلفيت | ضمن حملة مستمرة منذ أكثر من شهر، دهمت قوات كبيرة من جيش العدو الإسرائيلي ظهر أمس منزل عائلة المطارد أشرف وليد نعالوة في ضاحية شويكة شمال طولكرم، شمال الضفة المحتلة، وذلك بعد ساعات من اعتقال والده (فجراً)، فيما يواصل العدو اعتقال والدته وشقيقه أمجد، وأيضاً شقيقته المحاضرة الجامعية فيروز.وبينما رافقت الجنود طائرة تصوير، فجّروا بداية الباب الرئيسي للمنزل الخالي من ساكنيه، بقذيفة صاروخية ثم شرعوا بإلقاء قنابل الصوت داخله بكثافة. ولما تبين لهم خلو البيت، اعتلى عددٌ من ضباط استخبارات العدو سطح المنزل، فيما استجوب الجنود ميدانياً الشقيقة الوحيدة المتبقية للعائلة في الحيّ وأحد أقارب أشرف. ولم يسلم أقرباء العائلة من تهديدات العدو ومضايقاته، وحتى المتزوجات خارج بيت العائلة، إذ لاحقهم في منازل خارج حي النعالوة، ضمن إطار الترهيب والعقاب الجماعي والضغط على أشرف لإرهاقه ودفعه إلى تسليم نفسه.
من جهة أخرى، شنّت قوات العدو ترافقها كلابٌ بوليسية حملة تمشيط وتفتيش داخل عدد من الأبنية المحيطة وبعض الحقول والأراضي الزراعية، وذلك في أعقاب قرار محكمة العدو النهائي قبل يومين بإنفاذ هدم منزل العائلة، بعد رفض الاعتراض المقدم من العائلة. وهي المرة الأولى التي يتقرر فيها هدم المنزل قبل قتل المطارد أو اعتقاله. ومنذ أكثر من أربعة أسابيع، تواصل قوات العدو اقتحام ضاحية شويكة والمناطق القريبة منها على نحو شبه يومي، وتنصب الحواجز المفاجئة على مداخل طولكرم، في سعي حثيث للوصول إلى منفذ عملية «بركان» التي أدّت إلى مقتل مستوطنين وإصابة آخر قرب سلفيت، وسط الضفة.
وبينما ألغى وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس، اجتماعاً مع عائلتي المستوطنين المقتولين في عملية «بركان»، قالت القناة «20» العبرية إن الجيش أخفق في اعتقال منفذ العملية بعد ساعتين من محاصرة منزل عائلته. وعلل ليبرمان قراره بأنه لم يعد من الممكن إجراء «حوار مفتوح» بعد تسريب محادثة هاتفية بين ممثل عن وزارة الأمن ووالد المستوطن كيم ليفنغرود يحزكيل للصحافة.
وجاء في التسريب على لسان الوالد: «إذاً، باختصار لن تفعلوا شيئاً. اسمع، لقد دمروا عائلتي، لماذا لا تأخذون ذلك بالاعتبار؟… بالنسبة إلي، إذا كنتم ستهدمون ركناً من المنزل، فلا تهدموه على الإطلاق، أبقوه واقفاً»، في إشارة إلى كون أشرف يمتلك طابقاً واحداً من البيت فقط. وأول من أمس، تظاهر مئات المستوطنين في «بركان»، طالبين باتخاذ إجراءات أشد ضد منفذ الهجوم وعائلته، كما نادوا بإعدام بنعالوة وهدم المنزل الذي أقام فيه بالكامل، وترحيل عائلته من الضفة وإعلان مزيد من البناء الاستيطاني.
وفي ظل الإخفاق الأمني الإسرائيلي، والتكاليف البشرية والمالية العالية للمطاردة، وصلت الإجراءات الإسرائيلية إلى حدّ حملِ جنود إسرائيليين صورة المطارد نعالوة على حواجز طولكرم قبل أيام، حيث استجوبوا الفلسطينيين في المركبات والمارّة حول هل يعرفون الشخص في الصورة أو شاهدوه!