غزة | صحيح أن زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، الأخيرة إلى القاهرة، ركزت على تحسين العلاقات بين الطرفين، لكنها لم تحلّ مشكلة قطاع غزة الذي يدنو يوماً بعد يوم من مواجهة عسكرية مع العدو الإسرائيلي، وهو ما دفع وفداً أمنياً مصرياً إلى استكمال نتائج الزيارة «الحمساوية الطويلة»، قادماً من تل أبيب أمس، لتثبيت التهدئة قبيل شهر ونصف شهر من الانتخابات الإسرائيلية.وهذا الوفد هو الأرفع الذي يصل غزة منذ بدء «مسيرات العودة»، إذ يترأسه عمر حنفي الوكيل الأول في المخابرات المصرية، برفقة مسؤول «الملف الفلسطيني» اللواء أحمد عبد الخالق، واللواء أيمن بديع (الوكيل الثاني في المخابرات)، الذين التقوا هنية في مكتبه لساعات، ثم عادوا إلى تل أبيب لاستكمال المحادثات مع قادة العدو حول رد «حماس».
يقول مصدر «حمساوي»، لـ«الأخبار»، إن التباحث مع الوفد كان في ملفَّي العلاقات الثنائية والتهدئة مع الاحتلال، كما حمل الوفد إشارة قوية إلى الحركة بقرب زيارة وزير المخابرات المصرية عباس كامل إلى القطاع قريباً. وأشار المصدر إلى أن الزوار نقلوا موافقة إسرائيلية على بعض التحسينات الجديدة ضمن التفاهمات التي رعتها القاهرة قبل ستة أشهر، بما في ذلك السماح بدخول الأموال القطرية إلى العائلات الفقيرة، بالإضافة إلى تحسين الكهرباء قبل الشهر المقبل، وهو موعد انتهاء المنحة القطرية لتشغيل محطة توليد الكهرباء في غزة.
نبّه المصريون «حماس» من «التدخل في الانتخابات الإسرائيلية أو التأثير فيها»


في المقابل، جددت «حماس» المطالب التي نقلها هنية في زيارته وهي: إنهاء مشكلة الكهرباء، وتوسيع مساحة الصيد إلى 20 ميلاً بحرياً، والتباحث في قضية الممر المائي، والبدء بالمشاريع الكبيرة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى إكمال تجهيزات خط كهرباء 161 القادم من فلسطين المحتلة بواقع 130 ميغاوات جديدة لتلافي أزمة الصيف. وعلى رغم الموافقات الجزئية التي نقلها الوفد المصري على مطالب الحركة، إلا أنه نقل أيضاً رسالة من العدو بأن زيادة الضغط على الحدود، وبخاصة في قضية البالونات الحارقة والمفخخة والإرباك الليلي، ستدفع الجيش الإسرائيلي إلى الدخول في مواجهة عسكرية موسعة، نظراً إلى حساسية الوضع السياسي وتأثير هذا الضغط في قادة الحكومة الحالية.
كما نبّه الوفد الزائر، «حماس»، من «محاولة التدخل في الانتخابات الإسرائيلية أو التأثير فيها، بما يشمل إثارة ملف الجنود (الإسرائيليين) الأسرى، واستمرار الضغط على غلاف غزة الذي صوّت أغلب سكانه في الانتخابات الماضية لبنيامين نتنياهو»، لكن الحركة شددت على أن التزام العدو تنفيذ التعهدات هو الكفيل بوقف هذا الضغط، مؤكدة أن تكرار عمليات القصف الإسرائيلي بذريعة البالونات سيقابَل برد عسكري مماثل «بغض النظر عن العواقب».
ويتزامن نقل الرسائل عبر المصريين مع ضخّ إعلامي إسرائيلي فحواه أن الواقع على حدود غزة متفجر، إذ يرى كبار مسؤولي الجهاز الأمني الإسرائيلي أن هناك فرصة كبيرة للتصعيد. مع هذا، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤولين عسكريين تقديرهم أن التصعيد سيؤدي إلى جولة قتال لأيام، وليس إلى حرب تستغرق بضعة أسابيع. وفي تطور ميداني لافت، ذكرت وسائل إعلام عبرية، مساء أمس، أن طائرة مسيّرة صغيرة أسقطت عبوة ناسفة داخل المنطقة الحدودية عند المجمع الإقليمي الاستيطاني «أشكول»، ما أدى إلى انفجارها من دون إصابات قبل أن تعود إلى غزة، فيما فتح الجيش الإسرائيلي تحقيقاً في الحادثة.
إلى ذلك، أعلن العدو اعتقال إسرائيلي عند حاجز «بيت حانون ــــ إيرز» شمال قطاع غزة أثناء محاولته التسلل إلى القطاع، مضيفاً أنه جرى تحويله إلى التحقيق لدى جهاز «الشاباك».