يُدرك الفلسطينيون أن المخابرات العامة المصرية، التي تدير مفاوضات التهدئة الجارية بين المقاومة وحكومة العدو الإسرائيلي، تميل إلى الأخير غالباً. المصريون لا يكتفون بنقل المطالب الإسرائيلية، بل يأخذون طرفاً إلى جانب حكومة العدو. يضغط رجال القاهرة على الفصائل في غزة لقبول المطالب الإسرائيلية، وإذا رفضت المقاومة ذلك، يأخذ الوسطاء موقفاً ويمتنعون عن زيارة القطاع.في الشهر الماضي، أجّل وفد المخابرات المصرية زيارته مرات عدة، وقال مصدر فلسطيني لـ«الأخبار»، إن «المصريين تبنّوا الطرح الإسرائيلي بتحويل الأموال القطرية التي تُوزّع على آلاف العائلات الفقيرة إلى مشاريع بنى تحتية داخل القطاع، الأمر الذي رفضته حماس والفصائل، وهو ما دفع المصريين إلى تأجيل زيارتهم مرات عدة في الأسبوعين الماضيين تحديداً، كنوع من الضغط لقبول الطرح الجديد»، وهو ما أكدته لاحقاً قناة «I24NEWS» الإسرائيلية.
مقابل الضغط المصري، هددت «حماس» والفصائل، كلاً من الوسيط والعدو، بالعودة إلى التصعيد على الحدود مع الأراضي المحتلة إذا ما واصلا الضغط عليها، وطلبت تجنب طرح المقترح الإسرائيلي مجدداً «لأنه مرفوض ويهدف إلى الالتفاف على تفاهمات التهدئة». ترى المقاومة أن ما يسعى الاحتلال إليه هو «إدخال تحسينات جديدة مقابل إيقاف أو تقليص تحسينات سابقة، منها الأموال القطرية».
في غضون ذلك، نفى عضو «اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير»، أحمد مجدلاني، ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية عن نية رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، اللواء ماجد فرج، التوجه إلى واشنطن، في إطار مبادرة لتحسين العلاقات بين الجانبين الفلسطيني والأميركي، واصفاً هذه الأخبار بأنها «مناورة أميركية غير ذكية وخطوة بائسة لاستدراج الفلسطينيين إلى فخ الانخراط في المشروع الأميركي دون تراجع واشنطن عن الخطوات التي اتخذتها حول القدس وغيرها من الإجراءات».
حذرت «الديموقراطية» من إعادة التواصل الفلسطيني مع واشنطن


وكانت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية قد ادّعت وجود رسائل متبادلة في المدة الأخيرة بين السلطة والإدارة الأميركية، وأن الأولى بدأت «تعيد التفكير» في التواصل مع الحكومة الأميركية، ناقلة عن مسؤول كبير في رام الله تأكيده أنه «أُرسِلَت رسائل متبادلة أخيراً بين الطرفين من أجل تصويب الأمور». جراء هذا، حذرت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين»، القيادة الفلسطينية، من التراجع عن قرار مقاطعة الإدارة الأميركية، داعية إلى توضيح ما جاء في الصحيفة العبرية حفاظاً على وحدة الصف الوطني، في الموقف من صفقة الرئيس دونالد ترامب وإدارته، و«ورشة البحرين» ومخرجاتها.
في سياق آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي أن منطقة النفق الذي اكتُشف في «المجلس الإقليمي ـــ أشكول» بـ«غلاف غزة»، هي «منطقة عسكرية مغلقة»، مشيرة إلى أن النفق يخترق الأراضي المحتلة، فيما تفحص قوات الجيش مساره لمعرفة عمقه وطوله. وقال إن هذا النفق هو الـ 18 الذي يكتشف على حدود القطاع منذ الحرب الأخيرة على غزة صيف 2014.