غزة | على رغم الهدوء الميداني في قطاع غزة منذ أسابيع، تتواصل «المواجهة الخفية» بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي في مجالات عدة. فإلى جانب العمل الأمني، تتابع المقاومة تطوير قدراتها، لاسيما منها الجوية المتمثلة في الطائرات المسيّرة، التي أعلن العدو، الشهر الماضي، أنه أسقط ثلاثاً منها، آخرها أول من أمس، حيث استدعى من أجلها سلاحه الجوي، خاصة أنها كانت على ارتفاع كبير قرب الحدود. وأوضحت مصادر ميدانية، تحدثت إلى «الأخبار»، أن جيش الاحتلال أرسل طائرتين حربيتين من طراز «إف 16» لإسقاط الطائرة الفلسطينية، مضيفة أن ذلك استلزم طلعات عدة قبل أن تطلق إحدى الطائرات صاروخاً تجاه المسيّرة، وتعمد أخرى إلى تنفيذ غارات وهمية في سماء مدينة غزة. وقالت المصادر إن الطائرات بلا طيار باتت في متناول عدد من الفصائل، ولم تعد حصراً لدى «حماس» التي استخدمتها خلال حرب عام 2014، مشيرة إلى أن الفصائل جرّبت تقنيات جديدة على هذه الطائرات، منها إسقاط عبوات ناسفة على آليات إسرائيلية على حدود القطاع، آخرها في أيلول/ سبتمبر الماضي، عندما أعلن العدو استهداف إحدى مركباته العسكرية بعبوة ناسفة، ما أدى إلى وقوع أضرار فيها. «تحليق طائرة للمقاومة على هذا الارتفاع»، تواصل المصادر، «يحمل عدداً من الرسائل الواضحة إلى الاحتلال حول تطور قدرات المقاومة، وقدرتها على توجيه ضربات مؤلمة للعدو في حال قرر الاعتداء على غزة أو الذهاب إلى مواجهة عسكرية... أي مواجهة مع غزة لن تكون كسابقاتها». وفي أيار/ مايو الماضي، أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أنها استهدفت آلية إسرائيلية بواسطة طائرة مسيّرة من دون طيار، وبثّت على موقعها مقطع فيديو يوثّق العملية.
الطائرة الأخيرة أسقطتها طائرة حربية وكانت على ارتفاع 12 ألف قدم


على الجانب الإسرائيلي، أفاد المتحدث باسم الجيش بتمكّن سلاح الجو من «إسقاط طائرة غير مأهولة كانت تحلّق على ارتفاع كبير على مقربة من السياج الأمني»، واصفاً ارتفاع التحليق بــ«الشاذ». وقال مراسل «القناة العاشرة» العبرية، ألموغ بوكير، إن تحليق هذه الطائرة «غير عادي ومُقلق»، مشيراً إلى أن «هذا يعني أن حماس تمتلك حالياً مركبات جوية من دون طيار يمكن أن تحلق على ارتفاع 12000 قدم»، مضيفاً أن قرار اعتراض الطائرة هو «ضمن إرسال رسالة إلى حماس بأن إسرائيل لن تسمح بمثل هذه العمليات الجوية». أما أليؤور ليفي، من صحيفة «يديعوت أحرنوت»، فرأى أن «القصة ليست اعتراض الطائرة فوق غزة، بل إنه أصبحت في غزة قدرات عسكرية لتطيير طائرات من دون طيار إلى ارتفاع أكثر من 10000 قدم».