للمرة الثانية أجبرت المقاومة الفلسطينية، رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، على الهرب والاختباء من صواريخها. فخلال إلقاء نتنياهو كلمة في احتفال انتخابي لحزب «الليكود»، في مدينة عسقلان المحتلة، دوت صافرات الإنذار في المدينة ما أجبر حرس رئيس حكومة العدو على إنزاله وزوجته سارة إلى غرفة محصّنة.السيناريو ذاته حدث في أيلول الماضي، عندما أُنزل نتنياهو خلال إلقائه كلمة في مهرجان انتخابي في المدينة نفسها. حينذاك حمّلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الشهيد القائد في حركة «الجهاد الإسلامي»، بهاء أبو عطا، المسؤولية عن إطلاق القذائف الصاروخية على عسقلان أثناء وجود نتنياهو.
وأظهر مقطع فيديو نشرته هيئة البثّ الإسرائيلي «كان»، اقتراب أحد رجال الأمن من نتنياهو لإبلاغه عن وجود «إنذار». وعلّق رئيس حكومة العدو قبل انسحابه، بالقول: «من أقدم على ذلك في المرة السابقة (في إشارة إلى أبو عطا)، لم يعد موجوداً بيننا، وأقول لمن أقدم على ذلك في هذه المرة فليتهيّأ للرحيل»، وأضاف «حماس والجهاد لا يريدان فوزي في الانتخابات».
وقصفت طائرات العدو الإسرائيلي، فجر اليوم، مواقع لحركة «حماس» في قطاع غزة، بعد ساعات من دوي صافرات الإنذار في عسقلان. وقال الناطق باسم جيش الاحتلال إنّ طائرات ومروحيات حربية استهدفت عدة مواقع تابعة لـ«حماس»، وأنها جاءت ردّاً على إطلاق قذيفة من القطاع.

ردود فعل إسرائيلية على هروب نتنياهو
اعتبر وزير الأمن السابق أفيغدور ليبرمان أنّ «هروب بنيامين نتنياهو إلى المكان المحصّن في عسقلان عقب انطلاق صافرات الإنذار جرّاء إطلاق صاروخ من قطاع غزة، جاء نتيجة تآكل قوّة الردع، أمام قطاع غزة».
أضاف «هروب نتنياهو أثناء مؤتمر انتخابي لحزب الليكود في عسقلان، للمرة الثانية خلال عام واحد، هو خضوع لغزة».
أما رئيس كتلة «أزرق ــ أبيض» بيني غانتس فاعتبر أن «الوضع الذي يمنع رئيس الوزراء من القيام بجولات، هو شهادة على فشل السياسة الأمنية مع قطاع غزة، وفقدان الردع الذي لا يمكن لأيّ دولة ذات سيادة أن تقبله»، مضيفاً «سنحلّ محلّ الحكومة ونغيّر السياسة ونعيد الردع والهدوء لسكان الجنوب».
قال وزير الخارجية وعضو «الكابينت» (المجلس الوزاري المصغّر)، يسرائيل كاتس، إن العدو «أعاد سياسة الاغتيالات، وهناك جهد استخباراتي يجري لتحديد هل هناك مسؤول جديد يقف خلف إطلاق الصواريخ على إسرائيل سنقوم باغتياله».
أكد عضو «الكابينت» يوآف غالانت أنه «بالنظر إلى الوضع في القطاع، في النهاية سنضطر لشنّ عملية عسكرية كبيرة من شأنها أن تغير قواعد اللعبة، وللأسف نحن في الطريق إليها».
قال الوزير وعضو «الكابينت» أمير أوحانا: «لا يوجد حلّ لغزة إلا من خلال تعزيز وتحديث الردع».
أمّا والدة الأسير لدى المقاومة الضابط هدار جولدين، ليئا، فقالت في تغريدة لها على تويتر: «لا يوجد ردع إسرائيلي أمام قطاع غزة، والمنظمات المسلّحة في قطاع غزة، يضحكون علينا كلنا... إنهم لا يضحكون فقط على رئيس الوزراء نتنياهو، بل علينا جميعاً، وذلك لأنّ إسرائيل تريد الهدوء مع غزة بأيّ ثمن».