غزة | لا يزال يتفاعلُ طرح رئيس حركة «حماس» في غزة، يحيى السنوار، بشأن تحقيقِ مرحلة أولى من صفقة تبادل للأسرى بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي، عبر مبادرة من الحركة هدفها الإفراج عن فئات معينة من الأسرى، في خطوة تمهد لصفقة أكبر. هذا التفاعل قفز سريعاً من التصريحات الإعلامية، عقب حديث رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو (راجع عدد أمس)، إلى واقع عملي بدأ مع إعادة خطوط الاتصال وتحركات الوسطاء، الأمر الذي يطرح سؤالاً حول الدفع باتجاه صفقة شاملة قريباً.مع أن الملف شهد جموداً كبيراً بسبب التعنت الإسرائيلي وإشكالية تشكيل حكومة جديدة منذ أكثر من سنة، فإن المخاوف من انتشار فيروس كورونا بين الأسرى الفلسطينيين غيّرت المعادلات، إذ أن مصادر في «حماس» تؤكد أنه «لو وقع مثل هذا الحادث، لا سمح الله، ستتفجر أزمة كبيرة قد تؤدي إلى مواجهة شاملة بالمعنى الحرفي للكلمة»، وهو ما لمسته تل أبيب التي سارعت إلى الرد على مبادرة السنوار. تفيد المصادر بأن المخابرات المصرية بدأت اتصالاتها وتحركاتها الفعلية بعد تلقيها نسخة من المبادرة، التي تشمل الإفراج عن كبار السن والأطفال والنساء مقابل تقديم معلومات حول الجنود الإسرائيليين الأسرى.
تهدف الاتصالات إلى «معرفة الموقف المبدئي (والدقيق) للعدو»، مع إشارة مصرية إلى تقدير القاهرة أن الإسرائيليين «سيتعاملون بإيجابية لإنهاء ملف الجنود»، لكنها قالت إن حكومة الاحتلال طلبت مزيداً من الوقت لبحث المبادرة بسبب «حساسية الموقف الداخلي حالياً» المتمثل في حالة الطوارئ إضافة إلى أنه لم تشكل حكومة جديدة بعد. تضيف المصادر نفسها أن المصريين، الذين يقتصر تواصلهم حالياً عبر الاتصالات الهاتفية مع الجانبين، قدّموا طرحاً مشابهاً لما قدمته «حماس» بخصوص صفقة قبل التبادل، تشابه خطوات ما قبل الإفراج عن جلعاد شاليط في «وفاء الأحرار»، حين أُفرج عن 25 أسيرة مقابل فيديو يثبت الوضع الصحي لشاليط. لكن هذا الطرح أقل مما طلبه قائد «حماس» أخيراً، وهو أن تشمل الصفقة الأطفال والنساء وكبار السن مقابل «شيء جزئي» تقدمه الحركة من دون أن يوضح ماهيته.
وآخر الإجراءات الإسرائيلية المعلنة هو حديث مكتب نتنياهو في تصريح مكتوب عن أن منسق شؤون الأسرى والمفقودين، يارون بلوم، وطاقمه، بالتعاون مع «هيئة الأمن القومي» والمؤسسة الأمنية، «مستعدون للعمل بشكل بنّاء من أجل استعادة القتلى والمفقودين، وإغلاق هذا الملف، ويدعون إلى بدء حوار فوري من خلال الوسطاء». أما «حماس»، فوصفت، على لسان عضو مكتبها السياسي موسى دودين، إعلان نتنياهو استعداده للدخول في الحوار بأنه «مجرد دعاية إعلامية، وآخِر ما يهمه فيها استرجاع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، (لأنه) لا يفعل شيئاً على أرض الواقع». كذلك، جدّد رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، خلال اتصال مع المبعوث الروسي للشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، التشديد على أن «حماس مصمّمة على الإفراج عن الأسرى... في إطار التبادل الذي يمكن إنجازه في حال استجاب قادة الاحتلال لمتطلبات ذلك».
وكان ملف الإسرائيليين الأربعة المفقودين منذ حرب 2014 قد توقف عند رفض حمساوي إعطاء أيّ معلومات عنهم إلا بعد أن تفرج إسرائيل عن أسرى محررين أعادت اعتقالهم بعد أن أفرجت عنهم خلال «صفقة شاليط».