غزة | بينما ترتفع أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد في الضفة المحتلة، وكذلك أعداد الوفيات، يتزايد الغموض حول مصير المهرجان المشترك الذي أعلنت حركتا «فتح» و«حماس» نيّتهما عقده عقب محادثات ثنائية طوال الأسابيع الماضية. المهرجان الذي تقرّر أن يكون «مركزياً وضخماً» في غزة، لا في الضفة بسبب «كورونا»، من المفترض أن تتحدث فيه شخصيات دولية وعربية، كالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إضافة إلى بثّ كلمة مسجّلة لرئيس السلطة محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية. لكن خلال التفاهم على ترتيبات المهرجان، أصرّت «فتح» على برنامج معين تسبّب في «خلافات حادة» بينها وبين «حماس»، حالت دون تنظيمه قبل العيد كما كان مقرّراً.وتتركّز الخلافات في الجانب التنظيمي للمهرجان، لكن - وفق معلومات «الأخبار» - يبدو أن ثمّة ما هو أبعد من ذلك، إذ تقول مصادر فصائلية إنه «من غير المنطقي أن يُلغى مهرجان على هذا القدر من الترتيب في وقت حسّاس، وتمّ تنظيمه ضدّ مشروع الضم وصفقة القرن، بسبب رغبة فتح في إقامته في مكان مفتوح، فيما ترى حماس أن الطقس لا يسمح بذلك، وطالبت بمكان مغلق»! وبينما اقترحت «فتح» اقتصار المهرجان عليها وعلى «حماس»، طالبت الأخيرة بحضور الفصائل الأخرى، بل وبأن تكون جزءاً من «اللجنة التحضيرية للمهرجان» وأن تُلقى كلمة بالنيابة عنها، وهو ما رفضته الأولى بدعوى أن «الفصائل تستغلّ هكذا مهرجانات لإشعال الخلافات بين الطرفين».
تضيف المصادر: «تأتي موافقة عباس على المهرجان لاستثماره أمام المجتمع الدولي، لكن في سياق تأكيد تمسكه بخيار المفاوضات واستعداده لذلك، ولا سيما مع الرسالة الأخيرة التي وَجّهتها القيادة الفلسطينية إلى الرباعية الدولية» مطلع الشهر الجاري، والتي تضمّنت نقاطاً منها أن «السلام الشامل والعادل يتمركز في حلّ الدولتين على 1967... والتزام القيادة الفلسطينية بالقانون الدولي وبمرجعية قرارات مجلس الأمن في ما يتعلق بحلّ قضايا الصراع». وجاء في الرسالة أن «المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي قد قطعت شوطاً طويلاً»، وخاصة مع مفاوضات عباس ــ (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود) أولمرت حول قضايا الوضع الدائم. ومن هنا، عبّرت «القيادة الفلسطينية عن استعدادها لاستئناف المفاوضات الثنائية من حيث انتهت». بذلك، يكون عباس قد أعاد الوعود للإسرائيليين إلى نصابها، في تنصّل من إعلاناته الأخيرة قطعَ الاتصالات ووقف التنسيق الأمني، وهو ما يجعل تلاقيه مع «حماس» محاولة لكسب «ساحة غزة» كونها ضمن الأرض التي تمّ التفاوض عليها في أوسلو.