غزة | تزامناً مع اقتراب موعد انتهاء المنحة القطرية لقطاع غزة، عاد التصعيد على طول حدود القطاع، بعد أسابيع من الهدوء المتبادل بين المقاومة وقوات العدو، إذ أعادت المقاومة، تدريجياً، تفعيل أدوات الضغط الغزّاوية ضدّ الاحتلال، بادئةً بالبالونات الحارقة، التي دفعت وزير الحرب الإسرائيلي، بني غانتس، إلى تجديد تهديداته لغزة، والتوجيه بقصف عدد من المواقع العسكرية فيها.وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الأخبار»، فقد أبلغت حركة «حماس»، وبقية الفصائل، الوسيط المصري، بأن فترة الهدوء على حدود القطاع ستنتهي قريباً، مع استمرار الاحتلال في التضييق الاقتصادي، وعرقلة تنفيذ مشاريع تنموية كبيرة داخل غزة يمكنها إحداث نقلة في حياة السكان. ورَجّحت المصادر أن تزداد وتيرة التصعيد على طول حدود القطاع خلال الأيام المقبلة، في ظلّ توقعات بأن تردّ المقاومة على أيّ اعتداء يُنفّذه الاحتلال على غزة، بما في ذلك الردّ عبر إطلاق الصواريخ. وتتزامن هذه التطوّرات مع اقتراب موعد انتهاء المنحة القطرية، وسط غياب أيّ بوادر إلى نيّة القطريين تجديدها لستّة أشهر أخرى كما جرت العادة خلال العامين الماضيين. وتنتهي المنحة أواخر نهاية الشهر الجاري، بعد تجديدها - مع تقليصها - من قِبَل أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، في آذار/ مارس الماضي.
وخلال اليومين الماضيين، أُطلقت من قطاع غزة مئات البالونات التي تحمل موادّ متفجرة وأخرى حارقة تجاه مستوطنات غلاف غزة، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الحرائق، بحسب وسائل إعلام عبرية. وذكر مراسل «القناة الـ13»، ألموغ بوكير، أن بالونات حارقة أُطلقت من القطاع، أدّت نيرانها إلى التهام 3 آلاف دونم من منطقة «كيبوتس بئيري»، فيما أشار المراسل العسكري لموقع «واللا»، أمير بوخبوط، إلى أن البالونات تَسبّبت في حريق ضخم في مستوطنة «نير عام»، لم تتمّ السيطرة عليه إلا بعد الاستعانة بفرق إطفاء من «عسقلان» و»كريات جات»، لافتاً إلى أن وحدات الهندسة التابعة لجيش الاحتلال فكّكت عدداً من البالونات الأخرى التي تحمل موادّ متفجّرة (أحدها يحمل رأس قذيفة آر بي).
أُطلقت من القطاع مئات البالونات التي تحمل موادّ متفجرة


وعلى إثر الحرائق الكبيرة التي اندلعت في مستوطنات غلاف غزة، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية موقع «فلسطين» العسكري التابع للمقاومة شمال القطاع بعدّة صواريخ. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن «تلك الغارات استهدفت بنية تحتية تابعة لحركة حماس، ردّاً على إطلاق البالونات الحارقة من القطاع نحو مستوطنات غلاف غزة». من جهتها، اعتبرت «حماس»، على لسان الناطق باسمها حازم قاسم، أن «قادة الاحتلال يتوهّمون أن بإمكانهم تصدير أزماتهم الداخلية عبر مهاجمة غزة»، مؤكدة أن «المقاومة ستكون قادرة في كلّ مرة على بعثرة أوراق الاحتلال وإرباك حساباته».
وكان وزير أمن الاحتلال، بيني غانتس، جدّد تحذيراته من أن «إسرائيل لن تقبل أيّ انتهاك للسيادة والضرر لسكان الجنوب، وتحتاج غزة إلى أن تفهم أنه لا يوجد حلّ سوى إعادة الجنود الأسرى إلى ذويهم، وتحقيق الهدوء الذي سيؤدي إلى النمو الاقتصادي في القطاع، وإذا لم تفهم المنظمات بعد، فأُذكّرهم: من يختبر إسرائيل سيتضرّر بشدة». وجاءت تلك التهديدات في وقت كثّفت فيه قوات الاحتلال نشر وحدات قناصة خلف السواتر الترابية على حدود غزة، بهدف صدّ البالونات المنطلقة من القطاع.