غزة | يعود التصعيد الميداني مجدّداً إلى حدود قطاع غزة، بالتزامن مع المماطلة الإسرائيلية المستمرّة في شأن تفاهمات التهدئة، وذلك بإطلاق وحدات «الزواري» و«برق» المدعومة من حركتَي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» دفعات كبيرة من البالونات الحارقة والمتفجّرة تجاه مستوطنات «غلاف غزة» منذ ليلة أول من أمس. وفيما تأخَّر وصول المنحة القطرية قرابة أسبوعين، لا يزال العدو يربط أيّ تحسّن في الواقع الاقتصادي والإنساني للقطاع بعودة جنوده الأسرى، الذين جَدّد الوسطاء المصريون والقطريون الحديث حولهم لعقد تبادل، مع أن تل أبيب لم تردّ على عرض «حماس» الأخير، والذي نقله إليها الوسطاء قبل أسابيع.بالتزامن، وصل وفد «حمساوي» إلى العاصمة المصرية القاهرة صباح أمس، يرأسه نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، ويرافقه عزت الرشق، فيما التحق بهما من غزة عضوا المكتب خليل الحية، وروحي مشتهى. وعلمت «الأخبار» أن هدف الزيارة هو «استرضاء السلطات المصرية» من جرّاء غضبها من الحركة بعد عقد الأخيرة لقاءً للمصالحة مع «فتح» في إسطنبول. لكن، وفق المصادر، تسعى الحركة إلى الضغط على السلطات المصرية لإعادة فتح معبر رفح البري الذي تواصل إغلاقه منذ بداية أزمة «كورونا» في آذار/ مارس الماضي، ولم تفتحه سوى ثلاث مرات لأيام معدودة، وهي الآن تماطل في فتحه من دون أسباب واضحة، الأمر الذي فهمت منه «حماس» أنه محاولة للضغط عليها. كذلك، قال المتحدث باسم الحركة في غزة، حازم قاسم، أمس، إن «الوفد سيبحث قضايا مع الشقيقة مصر أهمها العلاقة الكبيرة والمهمة... وتطورات الأوضاع الداخلية للمصالحة الفلسطينية من أجل توحيد الجهود، وبحث مزيد من التسهيلات للقطاع».
أيضاً، سيبحث الوفد ملف المصالحة الذي يراوح مكانه، خاصة أنه لم يُعقد بعدُ اللقاء الثاني للأمناء العامين للفصائل، كما لم تصدر المراسيم الرئاسية بالانتخابات ومواعيدها. مع ذلك، كشفت مصادر في «حماس» أن الحركة و«فتح» اقترحتا على القاهرة عقد اتفاق جديد بينهما برعاية القاهرة، وسيكون هذا الاقتراح جزءاً من المباحثات الجارية مع المصريين. وكان أمين سرّ «اللجنة المركزية لفتح»، جبريل الرجوب، قال، أول من أمس، إن «الأيام القليلة المقبلة ستحمل اتفاقاً وطنياً بين فتح وحماس بوساطة القاهرة». وعلى رغم التحرك الجديد، اشتكت «حماس» خلال اتصالات مع قيادات «فتحاوية» من المماطلة في المصالحة، وكون ذلك مرتبطاً برغبة رئيس السلطة، محمود عباس، في انتظار نتائج الانتخابات الأميركية الأسبوع المقبل، خاصة أنه يرى في فوز المرشح الديموقراطي جون بايدن بارقة أمل بعودة «عملية السلام» من جديد، وتوقف مشروع «صفقة القرن» أو ضمّ الضفة المحتلة.
وصل وفد «حمساوي» إلى العاصمة المصرية القاهرة صباح أمس


على خطّ موازٍ، ومع تصاعد التوتر وإطلاق صواريخ تجاه مستوطنات الغلاف، وفي محاولة للتهدئة، أعلنت سلطات الاحتلال أنها تدرس السماح بدخول التجار والعمال إلى فلسطين المحتلة تدريجياً، مع دراسة إمكان الموافقة على إقامتهم داخل الأراضي المحتلة، عقب تجميد الفكرة قبل ستة أشهر بسبب «كورونا». كما علمت «الأخبار» أن العدو وافق على إدخال دفعتين من المنحة القطرية الأسبوع المقبل، عقب مباحثات أجراها مسؤولون إسرائيليون مع نظرائهم القطريين، لكن لم يتمّ تحديد اليوم الذي ستدخل فيه المنحة بعد، على أن تغطي قرابة مئة ألف أسرة فقيرة بقيمة مئة دولار أميركي لكلّ أسرة.
وسط ذلك، يتواصل الترقب لاحتمال التصعيد بناءً على الوضع الصحي للأسير ماهر الأخرس، الذي يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الـ92 على التوالي رفضاً لاعتقاله الإداري، ويرفض إنهاء إضرابه إلا بعد نيله حريته. ويفيد أطباء الأسير بمعاناته من صعوبة في الرؤية وعجزه عن الوقوف، متخوّفين من أن تتعرّض أعضاؤه الحيوية لانتكاسة مفاجئة، الأمر الذي يشكل خطراً حقيقياً على حياته.
إلى ذلك، قال الأمين العام لـ«الجهاد الإسلامي»، زياد النخالة، في كلمة أمس بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لاغتيال الشهيد فتحي الشقاقي، إن «شعبنا رغم الحصار والقتل والمعاناة التي يشارك فيها التافهون من الزعماء ما زال صامداً»، مضيفاً أنه «يكشف بصموده بغي وجور النظام الدولي الذي تقوده أميركا، ويكشف ضعف وهشاشة الأنظمة العربية الذليلة التي تسيطر على شعوبها بالسلاح الأميركي الصهيوني، وتعمل وكيلة للنظام الدولي وشركات النفط الكبرى التي تنهب الشعوب وتفرض عليها التبعية الذليلة».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا