غزة | مع أن عضو «اللجنة المركزية لحركة فتح»، مسؤول ملف المصالحة في الحركة، عزام الأحمد، أعلن موافقة «فتح» على «تشكيل قائمة وطنية ائتلافية تضمّ حماس وجميع الفصائل الفلسطينية للانتخابات التشريعية» المنويّ عقدها منتصف أيار/ مايو المقبل، تكشف مصادر «فتحاوية» أن هناك نية لطرح هذه الفكرة في حوارات القاهرة الشهر المقبل، بطريقة تدفع «حماس» إلى رفضها، والسبب «فيتو» إسرائيلي وصل إلى رام الله. تقول المصادر إن «فتح ستَطرح على حماس مقاعد تُمثّل أقلّ من ثلث القائمة، على أن تحصل الأولى على 40% من القائمة، فيما يؤول الباقي إلى فصائل منظّمة التحرير الموالية لفتح»، الأمر الذي سيدفع «حماس» إلى رفض المقترح لأنه ينتقص من مكانة الحركة ويعطي «فتح» غالبية مريحة في «المجلس التشريعي» في حال فوز القائمة بغالبية المقاعد.ومن بين السيناريوات التي تعمل عليها «فتح»، انتظار إعلان «حماس» رفضها الدخول في قائمة مشتركة بعد حوارات القاهرة، لتُعلِن تشكيل قائمة موحّدة مع عدد من فصائل المنظّمة في مواجهة «حماس». يأتي هذا في وقت أعلن فيه عضو «مركزية فتح»، توفيق الطيراوي، أن حركته لم تتّخذ قراراً بتكوين قائمة مشتركة مع «حماس»، وأنه بعد انتهاء الحوارات «ستجلس اللجنة المركزية وتتّخذ القرار المناسب». لكن المصادر «الفتحاوية» أوضحت أن تعثّر التوافق يعود إلى رفض الاحتلال، وأن لا قرار «فتحاوياً» صرفاً في هذا الإطار، لأنه في حال إقرار القائمة الموحّدة، «على فتح إشراك حماس في الحكومة، الأمر الذي يدفع اللجنة المركزية إلى مناقشة السيناريوات المستقبلية كافة».
تبحث «فتح» أيضاً كيفية منع أنصار دحلان من المشاركة


ومع أن الدخول في قائمة مشتركة مع «حماس» يُمثّل أماناً انتخابياً لـ«فتح» التي تعاني من تراجع شعبيتها بوضوح في قطاع غزة والضفة المحتلة بسبب سياساتها ضدّ الغزّيين، وبروز تيار القيادي المفصول منها محمد دحلان، فضلاً عن تراجع فعاليتها في القضايا الوطنية، فإن عدداً من قيادات الحركة يرون أن القائمة المشتركة ستتسبّب في عودة الأزمة المالية للسلطة، وستُعقّد عملية عودة المفاوضات مع الإسرائيليين برعاية الرئيس الأميركي جو بايدن، فضلاً عن الرفض الأردني الشديد لهذه الفكرة. وفي هذا السياق، قال محلّل الشؤون العربية في «القناة الـ12» العبرية، إيهود يعاري، إن تل أبيب «غير مستعدة للسماح لحماس بالسيطرة على مؤسّسات السلطة، بما فيها دخولها مع فتح في قائمة مشتركة». كما نقل يعاري أن رؤساء المخابرات المصرية والأردنية حذروا رئيس السلطة، محمود عباس، من مثل هذه «الألاعيب الخطرة (التي) قد تُولّد مفاجآت غير لطيفة».
وعلمت «الأخبار» أن «مركزية فتح» طرحت خلال اجتماعها في مدينة رام الله، أول من أمس، ملفّ الانتخابات، وكيفية مواجهة العقبات التي قد تعيق فوز الحركة، بما في ذلك فقدان الثقة بين كوادرها والانقسام التنظيمي في غزة وميول عدد من المناصرين تجاه دحلان. ومع أن الوضع القانوني للأخير يمنعه من الترشّح للانتخابات التشريعية والرئاسية، بحثت «المركزية» كيفية منع قيادات تياره من دخول الانتخابات، في وسيلة أخيرة لمنع تشتيت الأصوات وضمان عدد مناسب من المقاعد. أمّا بشأن غزة، فكلّفت اللجنة كلّاً من روحي فتوح وأحمد حلس وإسماعيل جبر متابعة مشكلات القطاع، خاصة قضايا رواتب موظفي السلطة والعقوبات المفروضة قبل أربعة أعوام. لكن المصدر نفسه كشف أن أعضاء «المركزية» لا يعطون غزة أولوية في هذا الإطار. وبينما تكرّرت الوعود بحلّ خصومات الرواتب، وأيضاً ملفّ «تفريغات (توظيفات) 2005» العالق، قال الطيراوي إن حلّ هذه المشكلات سيكون على مراحل، في إشارة إلى تركها إلى ما بعد الانتخابات وإبقائها مجرّد وعود لضمان التصويت.