مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية الرابعة في 23 الشهر الجاري، هاجم رؤساء الأحزاب الإسرائيلية بعضهم بعضاً بهدف كسب الأصوات وحشد أنصارهم للتصويت.فقد هاجم رئيس حكومة العدوّ، بنيامين نتنياهو، كل خصومه: رئيس حزب «ييش عتيد» يائير لبيد، رئيس حزب «يمينا» نفتالي بينت ورئيس حزب «تيكفا حداشا» (أمل جديد) غدعون ساعر.
من بين هؤلاء، بينت أكثر من يزعج «بيبي»، فهو سيأخذ مقاعد من اليمين، ما يمنع نتنياهو من أن تكون لتحالفه أغلبية مطلقة، ما يسمح لبينت بابتزازه في حال قرار الانضمام إليه. وفي محاولة لمنع مثل هذا السيناريو، دعا نتنياهو أنصار اليمين إلى التصويت لتحالف الصهيونية الدينية والفاشية، برئاسة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
وقال نتنياهو في خطاب خلال مؤتمر عقده موقع «القناة السابعة» الإلكتروني اليميني – الديني في القدس، اليوم، هاجم نتنياهو بينت، رافضاً شرطه الدخول إلى تحالف اليمين مقابل التناوب مع نتنياهو على رئاسة الحكومة. وقال «بينت يريد أن يكون رئيساً للحكومة. كيف؟ من خلال تناوب مع لبيد فقط. سيتعاركان معاً، ولكن لبيد سيكون أقوى ويسيطر على هذه الحكومة».
وكما جرت عادة رئيس حكومة العدو قبل كل انتخابات بالتهديد بأن اليسار سيسيطر على الحكومة، قال نتنياهو إن الحل لمنع ذلك هو «التصويت لليكود الذي سيقود إلى تشكيل حكومة قومية»، معتبراً أن «لبيد يصلّي من أجل أن تصوّتوا لبينت. ويمينا هي أمل لبيد الجديد».
واعتبر أن البديل من حكومة يشكلها «الليكود»، هو «حكومة مطبوخة للتناوب»، لذلك على «ناخبي اليمين التصويت لمصلحة الليكود»، بحسب قوله.
وفي محاولة لإقناع بينت بالانضمام إلى حكومة يشكلها تحالف اليمين برئاسة نتنياهو، أكد الأخير أن رئيس حزب «يمينا» سوف «ينال مكاناً جديراً ومحترماً في حكومتي، لكن لن يكون تناوباً (على رئاسة الحكومة) معه».
وخلال لقائه الانتخابي، أعلن نتنياهو دعمه لتحالف الصهيونية الدينية والفاشية، وقال إن «الصهيونية الدينية ستسير معنا في جميع الأحوال، وبتسلئيل لا يتلعثم ولا يدندن. ولا توجد لديّ مشكلة بالتصويت للصهيونية الدينية».
وعن برنامجه الانتخابي، تعهّد نتنياهو بأن أول قرار ستتخذه الحكومة المقبلة إذا ألّفها، سيكون إقرار رزمة مساعدات للمصالح التجارية بمبلغ 15 مليار شيكل، في موازاة خفض كبير في الضرائب وتجميد ضريبة القيمة المضافة لنصف سنة. وأفادت صحيفة «هآرتس» بأن استطلاعات داخلية في «الليكود» دلّت على أن أصحاب مصالح تجارية يؤيدون هذا الحزب سيمتنعون عن التصويت.
في المقابل، رأى لبيد، في مقابلة مع موقع «زمان إسرائيل» الإلكتروني، أن الموضوع الأهم في الانتخابات هو «أن نقول وداعاً» لنتنياهو، معتبراً أنه «إذا شكّل الحكومة كما يشاء بعد الانتخابات، فإنه سيعمل على إلغاء محاكمته».
وأضاف لبيد إن إبعاد نتنياهو عن سدّة الحكم يجب أن يكون «حالة طوارئ قومية، لضمان تغيير الحكم في هذه الدولة». وشرح أنه «بعد كل هذه الفترة التي تولّى فيها نتنياهو رئاسة الحكومة (منذ عام 2009)، يصعب على الأفراد حتى أن يتخيّلوا أن بيبي لن يكون رئيس حكومة».
أما عن تحالفه مع بينت، فأكد لبيد أنه لا يمكنه الاعتماد عليه معتبراً أن «بينت يخاف من نتنياهو. وهكذا هي العلاقة بينهما. وأعتقد أنه سينضم إليه. وجمهور ناخبيه سيمارس عليه ضغوطاً هائلة، وسيكون مريحاً جداً له للاستسلام لهذه الضغوط».
من جهته، أثار رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان، زوبعة في الساحة السياسية بعدما دعا مساء أمس إلى إلقاء اليهود المتشددين مع نتنياهو «في مكب النفايات».
وقال ليبرمان إنه «يجب وضع نتنياهو واليهود المتشددين دينياً على عربة ورميهم في مكب النفايات».
وردّ رئيس حزب «هدوت هتوراة» الديني موشيه غافني، على هذه التصريحات قائلاً، إن يأس وكره ليبرمان لرئيس الحكومة يدفعانه إلى إطلاق مثل هذه التفوّهات.
ودعا سلطات إنفاذ القانون إلى التصدّي لتصريحات ليبرمان «التحريضية والمعادية للسامية».
وأضاف «نحن عاملناه منذ فترة طويلة على أنه مشوّش فكرياً، وربما يعرف مكبّ النفايات عن كثب، ويطرح ذلك على الخطاب العام».
بدوره، وصف وزير الإسكان يعقوب ليتسمان، تصريحات ليبرمان بالتحريض الخطير المثير للشفقة، ودعا المستشار القانوني للحكومة إلى فحص «هذه التصريحات المشينة والتي تتعارض مع القانون والإجراءات الانتخابية».
وكان ليبرمان قد حذّر من تشكيل تحالف يميني بعد الانتخابات. وقال ليبرمان، وفق «القناة 7» العبرية، إن «ائتلاف نتنياهو وسموتريتش ودرعي وغافني وعباس هو تحالف أصولي يريد تحويل إسرائيل إلى إيران ووضع حد لرؤية إسرائيل كدولة صهيونية وليبرالية».