خاضت قائمة «الصهيونية الدينية» انتخابات الكنيست الـ24 للمرة الأولى. وتضم ثلاثة أحزاب صهيونية يمينية فاشية، وهي: حزب «الاتحاد الوطني- تكوما» بقيادة بتسلئيل سموتريتش الذي يرأس القائمة، وحزب «عوتسما يهوديت» بقيادة إيتمار بن غفير، وحزب «نوعام» بقيادة آفي ماعوز. تشكّلت القائمة بوساطة من زعيم «الليكود»، بنيامين نتنياهو، الذي قدّم وعوداً لهذه الأحزاب بمنحها مناصب وزارية إذا ما كُلّف بتأليف الحكومة، مقابل أن تدعم معسكره وتقوّض الإجراءات القضائية ضده.
وقد عزّز وجود هذه القائمة فرصة نتنياهو في تأليف الحكومة المقبلة، وذلك بعد تجاوزها نسبة الحسم وحصولها على 7 مقاعد، وذلك بعد فرز 90% من أصوات المشاركين في انتخابات الكنيست الـ24. وأسهم «الليكود» في إنجاح هذه القائمة من خلال تخفيف حضوره في مستوطنات الضفة الغربية، كما وقّع نتنياهو مع سموتريتش، في 10 شباط الماضي، اتفاقاً لتقاسم فائض الأصوات خلال الانتخابات. إضافة إلى ذلك، أعلن نتنياهو، أخيراً، خلال اجتماع انتخابي، أنه لا يمانع أن تذهب الأصوات إلى هذه القائمة.

بدورها، تدعو الأحزاب الثلاثة إلى «تطبيق التعاليم الدينية وبناء الهيكل مكان المسجد الأقصى». وتتعهّد القائمة في برنامجها السياسي بالالتزام بـ«مبدأ أرض إسرائيل، وشعب إسرائيل، وفقاً للتوراة». وتدعم الاستيطان وتنادي بالقدس موحدة عاصمة لإسرائيل.

«تكوما»
لا اختلاف جوهرياً بين الأحزاب الثلاثة سوى في درجة التطرّف. فحزب «الاتحاد الوطني-تكوما» هو حزب صهيوني قومي أسّس عام 1999 من ائتلاف أحزاب يمينية صغيرة، يرأسه سموتريتش. دخل الحزب انتخابات الكنيست 21 ضمن قائمة «اتحاد أحزاب اليمين»، وخاض انتخابات الكنيست 22 و23 ضمن قائمة «يمينا». وينادي الحزب بترحيل الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وضم مناطق "ج" في الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية، كما يتمسّك الحزب بالتعاليم الدينية ويعارض المثلية الجنسية. ويدير سموتريتش «جمعية رغافيم» اليمينية المتطرّفة التي تلاحق الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية والداخل المحتل.

«عوتسما يهوديت»
أمّا حزب «عوتسما يهوديت»، فهو الحزب الأكثر جدلاً في إسرائيل؛ إذ تأسس في عام 2013 من قبل أنصار الحاخام العنصري مائير كهانا، مؤسّس حركة «كاخ» الذي قُتل في نيويورك عام 1990، وتصنف «كاخ» أنها إرهابية في إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لأنها تحرّض على «قتل العرب واليساريين وناشطي حقوق الإنسان»، وتسبّبت ايديولوجية كهانا في ارتكاب مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994 على يد باروخ غولدشتاين. ويُعدّ حزب «عوتسما يهوديت» من الأحزاب المهمّشة في إسرائيل، ولم يحصل على مقاعد إلا بدخوله ضمن قائمة «اتحاد أحزاب اليمين» في انتخابات الكنيست 21. وتعهّد نتنياهو بأن يمنح الحزب وزارة أو أكثر، رغم عدم وجود إجماع بين أعضاء «الليكود» على تحالف نتنياهو مع «عوتسما يهوديت». وكان رئيس الكنيست وعضو «الليكود»، ياريف ليفين، من أوائل المنتقدين لإمكان انضمام الحزب إلى الحكومة المقبلة بسبب وجود فجوات بين الحزبين. ونشرت إذاعة FM103 الإسرائيلية استطلاعاً في منتصف شباط الماضي يظهر أن 25% من الإسرائيليين يؤيّدون زعيم «عوتسما يهوديت» وزيراً في الحكومة المقبلة. ومن المتوقع أن يطلب الحزب، في حال مشاركته في الحكومة، ضخّ المزيد من الأموال لبناء المستوطنات ودعم المعاهد الدينية.

«نوعام»
والحزب الثالث في القائمة هو حزب «نوعام» الذي يرأسه آفي ماعوز، وقد تأسس عام 2019. ويدعو الحزب إلى تطبيق الشريعة اليهودية، ويستلهم تعاليمه من الحاخام تسفي إسرائيل تاو. ودخل الحزب في انتخابات الكنيست 22، إلا أن مرشحي القائمة استقالوا لعدم تجاوز الحزب نسبة الحسم. ويحتل ماعوز المرتبة السادسة على قائمة «الصهيونية الدينية»، وقد دعم ماعوز إقامة المستوطنات في الضفة الغربية، وهو أحد مؤسسي مستوطنة/كيبوتس «ميغدال عوز».