في إطار إحياء «يوم القدس العالمي»، تمّ إحياء فعالية «المنبر الموحد» التي تخللها عدد من الكلمات «تعبيراً عن الالتزام بالقضية الفلسطينية». وأتى هذا في ظل هبّة شعبية في أحياء القدس وشوارعها بمواجهة مع قوات الاحتلال الصهيوني وعصابات المستوطنين.
خلال الفعالية، ألقيت كلمات لأحزاب فلسطينية، من بينها حركة «حماس»، وحركة «الجهاد الإسلامي»، و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بالإضافة إلى كلمتَي مطران سبسطية الروم الأرثوذوكس في القدس المحتلة، وخطيب المسجد الأقصى. كما ألقيت كلمة لحزب الله. ومن اليمن، كانت كلمة لحركة «أنصار الله». بالإضافة إلى كلمتين من العراق لمفتي جمهورية العراق الشيخ ولـ«عصائب أهل الحق». أما من البحرين، كانت كلمة لآية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم.

أحمد سعدات

وألقى كلمة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الأسير أحمد سعدات، نائبه أبو أحمد فؤاد. واستهلّ سعدات رسالته بالقول: «أخاطبكم من وراء قضبان سجن العدو الصهيوني الفاشي العنصري المحتل لوطننا فلسطين». وأضاف: «ليس أمامنا خيار إلا المقاومة، أؤكّد لكم أننا سنقف معكم والى جانبكم، وفي كل الأحوال وفي كل الظروف لمناهضة هذا الظلم وهذا العدوان من قبل الإمبريالية الأميركية والكيان الصهيوني».

وتابع سعدات: «نحن مع سوريا ونحن مع العراق ومع اليمن العزيز والغالي ومع لبنان ومع حزب الله ومع كل القوى والشعوب التي تناهض الإمبريالية والعدو الصهيوني والظلم والاضطهاد في العالم»، مؤكداً عمل الجبهة على «تطوير وتفعيل محور المقاومة (...) مع فصائل المقاومة (...) سنستمر بالنضال حتى تحرير كل فلسطين».

وأشار سعدات إلى أن «الجمهورية الإسلامية فرضت شروطها على الإمبريالية الأميركية»، معتبراً أن الدعم الإيراني «سيجعل قوى المقاومة تحقق المزيد من الإنجازات والانتصارات وسيجعل الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية تحقق النصر وتُزيل هذا الكيان وتُقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على كل أرض فلسطين». وأضاف: «نؤكّد أيضاً أنّ محور المقاومة بدأ يؤثّر تأثيراً كبيراً على هذا الكيان ووجوده وعلى مستوطنيه».

اسماعيل هنية

من جهته، ألقى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، اسماعيل هنية، كلمة، أشار فيها إلى «مشهدين عظيمين» في القدس اليوم، إذ تعيش «المعاناة في أشد حالاتها وأخطرها وهي تواجه محاولات التهويد وعمليات الاقتلاع المستمر لشعبنا ويسعى المحتلون للسيطرة المتدرجة على المسجد الأقصى أو فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد». وأضاف أن الشعب الفلسطيني لديه «القدرة على إفشال مخططات الاحتلال».

ودعا هنية الأمة إلى أن «تهب لتقول لا للمحتلين والغزاة ولا للمساس بالمسجد الأقصى والقدس كعاصمة سياسية لدولة فلسطين وكمحور للصراع على أرض فلسطين» وإلى وقوف الشعوب «موقفاً صلباً وقوياً» في دعم أهالي الأقصى والقدس.


عبد الملك الحوثي

بدوره، وجه قائد «أنصار الله»، عبد الملك بدر الدين الحوثي، تحية لشعب فلسطين، قائلاً أن الشعب اليمني «ماضٍ بكل ثبات في تمسكه بالموقف الحق في مناصرة الشعب الفلسطيني والسعي لتحرير فلسطين والمقدسات وسائر الأراضي العربية المحتلة»، وأنه يعتبر «العدو الإسرائيلي خطراً على الأمة كلها، وعلى الأمن والسلم والاستقرار الإقليمي والدولي».

وفي هذا السياق، قال إن «تطبيع بعض الدول مع العدو انضمام مكشوف ومفضوح إلى صف الأعداء ونفاق بكل ما تعنيه الكلمة»، معتبراً أن الفرز والانكشاف «عامل مساعد في صناعة تحول كبير ونقلة نوعية في مسار القضية الفلسطينية».

وحول السعودية، قال الحوثي: «عرضنا على النظام السعودي خيارات متعددة للإفراج عن المخطوفين الفلسطينيين لكنه لحد الآن متعنّت»، مشيراً أن النظام السعودي اختار لنفسه أن تبقى عملية خطفه للفلسطينيين من حركة حماس وصمة عار وشاهداً على عمالته وخيانته ودليلاً على تودّده للعدو».

وفي هذا الإطار، جدّد الدعوة إلى النظام السعودي لـ«الاستجابة للعرض الذي أطلقناه بإطلاق سراح طيارين وعدد من الضباط السعوديين الأسرى لدينا مقابل الإفراج عن المخطوفين الفلسطينيين لديه». وأضاف أن هدف الدعوة هو أن «يخرج نفسه (النظام السعودي) من وحل الخيانة والظلم الذي يمارسه بحق هؤلاء الفلسطينيين دون وجه حق».

زياد نخالة

ومن جهته، تحدث الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي»، زياد نخالة، في الفعالية، قائلاً إن «الاحتلال يعمل ليل نهار على تجريد الشعب الفلسطيني من وجوده من خلال تهجيرهم من أراضيهم».

وأضاف نخالة أن «محور المقاومة يكبر ويتسع وغيّر موازين القوى التي كانت مختلة لصالح العدو بشكل كامل، فغزة بات يحسب لها ألف حساب في مواجهة المشروع الصهيوني، ولتصبح القدس أكثر قوة والتفافاً حول المقاومة»، مشيراً إلى أن «قوى المقاومة في المنطقة لم تبخل ولم تتردد في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته بالمال والسلاح والتأييد السياسي والمعنوي».

الشيخ مهدي الصميدعي

وفي كلمته، قال مفتي جمهورية العراق، الشيخ مهدي الصميدعي، إن «على مدار التاريخ كان للعراقيين الدور الكبير في تحرير بيت المقدس»، معتبراً أن «يوم القدس العالمي يوم عظيم وكبير وراية نأمل أن تصبح ثورة إسلامية تحرر بها فلسطين والشعب الفلسطيني وتعيد له ما أخذ منه لأكثر من 80 سنة».

الشيخ عيسى قاسم

وألقى الشيخ البحريني، عيسى أحمد قاسم، كلمة، قال فيها إن «القدس اليوم أقرب من كل ماضي الصراع حولها للتحرر الكامل من القبضة الصهيونية»، مشيراً إلى أن الطمع الصهيوني التوسعي بدأ في «التوجه باندفاعة جنونية محتضنةٍ ومدعومةٍ بكل أسفٍ من قبل الدول العربية المطبّعة إلى تأسيس تواجد رسمي واسع صهيوني في منطقة الخليج»، حيث «اختيرت البحرين مركزاً أولياً يتوافد عليه المكون البشري لهذا المشروع من الصهاينة».

وفي هذا الإطار، أشار إلى أن شعب البحرين مع «هبّة باب العمود وكل هبّةٍ أخرى من أجل مقدسات الأمّة ومصيرها»، معتبراً أن «هبّة باب العمود إنذار جدّي أوليّ صارخ للتفجّر تفجّرٍ مزلزلٍ على يد كل الأحرار من الفلسطينيين والعرب عامّة».

قيس الخزعلي

وقد ألقى كلمة «عصائب أهل الحق»، أمينها العام، الشيخ قيس الخزعلي، الذي قال إنه «رغم كل محاولات تمكين كيان العدو من قبل أمريكا وغيرها، فإن محور المقاومة يشهد التقدّم بعد التقدم ويحقق النصر تلو النصر في كل الجبهات»، مضيفاً أن «فصائل المقاومة الفلسطينية جعلت الاحتلال الإسرائيلي عاجزاً أن يُقابل بالمثل، عاجزاً أن يقابل صواريخ المقاومة التي تنطلق من غزّة الصمود وتقع على رؤوسه».

وأشار الخزعلي إلى أن «التواجد العسكري الأمريكي في العراق هو من أجل أمن كيان العدو الإسرائيلي»، مضيفاً أن «قرار فصائل المقاومة الإسلامية في العراق هو إجبار القوات الأمريكية على الخروج، خصوصاً بعد أن أعلنوا صراحةً أنه ليس في نيتهم الانسحاب من أرض العراق».

وتوجّه الخزعلي إلى الإدارة الأميركية بالقول: «لتعلم الإدارة الأميركية أننا نمتلك قدرة الاستنزاف، وأنّ قرارنا بإخراج القوات الأمريكية قرار وطني غير قابل للاستئناف ولا يمكن لأي أحد أو اتفاقية أن يؤثروا عليه».

وحول سوريا، قال الخزعلي إنها «أفشلت المشاريع الكبرى الإقليمية والدولية، وستعود لتقوم بدورها بشكل أقوى في دعم محور المقاومة وفي مقدمتها قضية القدس التي لم تتنصّل سوريا في يوم من الأيام عنها».

المطران عطالله حنا

وقال مطران سبسطية للروم الأرثوذوكس، المطران عطالله حنا، في كلمته: «نحن لسنا حياديين في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وبالقدس بشكل خاص»، مشيراً إلى أنه «كما يُعتدى على المسلمين الذين يتوجهون إلى المسجد الأقصى يتمّ الاعتداء أيضاً على المسيحيين عندما يتوجهون إلى كنيسة القيامة».

وأضاف حنا: «في يوم القدس العالمي نذكركم أيها الأحباء بواجباتكم تجاه القدس، ونؤكّد بأنّه لا يضيع حقٌّ وراءه مطالب، مهما تآمروا على القدس ومهما خططوا لتهويدها وانتزاعها من الجسد الفلسطيني، فإنهم فاشلون في ذلك، فستبقى مدينة القدس عربية فلسطينية مدينة حاضنة لهذا التاريخ العريق».

الشيخ عكرمة صبري

أما خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، فدعا إلى «تثبيت البوصلة نحو القدس في يوم القدس العالمي»، مشيراً إلى أن «العدو يحاربنا في القدس ديمغرافيا ولهذا استهدف حي الشيخ جراح، ولا بد من العناية بالقدس».
وأضاف صبري أن قضية القدس تستحق من «جميع الأحرار في العالم أن يهتموا بها».

السيد حسن نصرالله

وفي ختام الفعالية، ألقى الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، كلمة، جدّد فيها «الالتزام» بالقضية الفلسطينية و«التمسك بهذه المسؤولية» التي اعتبرها «تقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية» من قبل «محور المقاومة» الذي «يقف خلف الشعب الفلسطيني وخلف القضية الفلسطينية».

وفي هذا السياق، أشار نصرالله إلى «أن مشاهد شموخ الشباب الفلسطيني وتفاعل أهالي الضفة وتفاعل قطاع غزة مع هبة القدس» الذي اعتبره «تطوراً مهماً جداً»، من جهة إعلان الشعب الفلسطيني «ثبات موقفه مع قضيته وتمسكه بالمقاومة بكافة أشكالها». وأضاف: «قول البعض إن الفلسطينيين هم الذين تخلوا عن أرضهم وقضيتهم هو افتراء في حق الشعب الفلسطيني».

وقال نصرالله إن «سقوط مرحلة ترامب وأعمدته وسقوط صفقة القرن هي من جملة العوامل المهمة في المنطقة»، بالإضافة إلى «الأزمات العميقة داخل الكيان الصهيوني» التي اعتبرها «عوامل ايجابية تزيد المسؤولية اتجاه قضية القدس»، مشيراً إلى «تداعي المحاور الأخرى التي كانت تقود الحروب على المقاومة في منطقتنا»، وإلى «ارتفاع الرايات البيضاء لتعترف بفشلها وانسداد الأفق أمامها».

وفي هذا السياق، أشار نصرالله إلى أن «الدول المطبعة لم تكن في يوم من الأيام جزءاً من المعركة حتى يكون خروجها مؤثراً على مسار هذه المعركة»، وأن التطبيع «يجب أن يرفع صوت قوى المقاومة الحرة في أمتنا وهو يزيد مسؤولية المواجهة».

وقال نصرالله إن «محور المقاومة يجب أن يزداد تماسكاً، وهو متماسك، ويجب أن يتحضّر أكثر، ويجب أن تشتدّ قوّته أكثر لأنّ المستقبل يصنعه في هذه المنطقة محور المقاومة»، مضيفاً أن «التطورات الأخيرة ستزيد من فرص تواصل محور المقاومة».

وتوجّه نصرالله إلى العدو الإسرائيلي بالقول: «أنتم تعرفون في قرارة أنفسكم (...) أنّ هذا الكيان ليس له مستقبل وأنه في معرض الزوال»، مضيفاً: «أنتم في هذه المعركة تضيّعون جهودكم وشبابكم يضيّعون شبابهم ودماءهم بلا طائل».