تتحضّر غزّة، ومن خلفها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة والضفة، للدخول في جولة حرب جديدة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يتحضّر لتوسيع عدوانه على غزّة بعد القدس؛ عقب جولة من القصف الصاروخي التي طاولت مستوطنات إسرائيلية عدّة، كما القدس المحتلة.
ولم تثن التهديدات الإسرائيلية عالية السقف، المقاومة عن إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ عند التاسعة والعاشرة من مساء اليوم، تزامناً مع تحذيرها الجانب الإسرائيلي من استهداف مواقع مدنية داخل قطاع غزّة.

إذ حذر الناطق باسم «كتائب القسام» أبو عبيدة، كيان العدو «في حال إقدامه على قصف منشآتٍ مدنية أو منازل لأهلنا في غزة فإن ردنا سيكون قوياً ومؤلماً وفوق توقعات العدو».

ومساء اليوم، وعقب الجولة الأولى من الصواريخ التي أطلقت من غزّة، صادق المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) الإسرائيلي، بعد اجتماع لأكثر من ساعتين، على توجيه «ضربة جوية كبيرة» ضد قطاع غزة، من دون الحديث عن عملية بريّة، على حد ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.

وأتبع الإعلان بتهديد نقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن يكون «الرد بقوة كبيرة» على قطاع غزة، معتبراً أن «حماس تخطّت الخط الأحمر». كذلك، هدد جيش الاحتلال «حماس» بأن الرد على إطلاق الصواريخ سيكون «حاداً ولن يستمر دقائق بل أياماً».

وشن سلاح الطيران الإسرائيلي عدة غارات على مواقع داخل قطاع غزّة، تركزت في معظمها على الجزء الشمالي من القطاع؛ وتسببت تلك الغارات باستشهاد 21 فلسطينياً بينهم عدد كبير من الأطفال.

وأتى ذلك بالتوازي مع اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية، من جديد، باحات المسجد الأقصى، واعتدائها على المصلين هناك مستخدمة قنابل الصوت ما تسبب باندلاع حريق في أشجار قبالة المسجد القبلي.

صليات صاروخية
وجّهت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزّة، «ضربة صاروخية» للعدو الإسرائيلي في القدس المحتلة وعسقلان وسديروت «رداً على جرائمه وعدوانه على المدينة المقدسة وتنكيله بأهلنا في الشيخ جراح والمسجد الأقصى».

وأعلنت «كتائب القسام»، في بيان، استهداف القدس المحتلة، داعية العدو الإسرائيلي إلى فهم الرسالة جيداً، متوعدة إياه بـالقول: «إن عدتم عدنا، وإن زدتم زدنا».

واستهدفت «سرايا القدس» آلية عسكرية بصاروخ «كورنيت» موجّه، وفق بيان لها، أكدت فيه، أنها أصابتها «بشكل مباشر».

كذلك، استهدفت «سرايا القدس» بـ«صلية صاروخية كبيرة» من 30 صاروخاً، مستوطنة سديروت.

وكانت قيادة المقاومة الفلسطينية في «الغرفة المشتركة» قد أمهلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حتى الساعة السادسة مساءً، «لسحب جنوده ومغتصبيه من المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح، والإفراج عن كافة المعتقلين خلال هبة القدس الأخيرة، وإلا فقد أعذر من أنذر».

وفور دوي صفارات الإنذار في القدس المحتلة، أمرت شرطة الاحتلال في المدينة وقف مسيرات المستوطنين.

وفي المقابل، قصف جيش العدو مدينة بيت حانون شمالي غزة، ما أسفر عن استشهاد 21 فلسطينيناً من بينهم عدد كبير من الأطفال، وجرح آخرين.

وبعد القصف الذي طال غزة، واصلت المقاومة إطلاقها لرشقات صاروخية تجاه المستعمرات الصهيونية.



وكانت مسيرت استفزازية لمستوطنين، قد جالت قرب باب العامود، وفي شارعي صلاح الدين والواد، وفي الحي الإسلامي في الطريق إلى حائط البراق، داخل المدينة القديمة.

وبسبب هذه المسيرات الاستفزاية، اندلعت مواجهات عنيفة مع المقدسيين، بالقرب من باب العامود.

وفي حي الشيخ جراح، اعتدى جنود الاحتلال الإسرائيلي على أهله، بعد اقتحام نواب في «الكنيست» ومستوطنين، الحي المقدسي، الذي يعمل الاحتلال على تفريغه من سكّانه المقدسيين، عبر سرقة منازلهم لصالح المستوطنين، وطردهم منه.

كذلك، اعتقل جنود الاحتلال عدداً من الأهالي الذين حاولوا التصدي لعملية الاقتحام، التي حصلت تحت حماية ومؤازرة عسكرية صهيونية كبيرة.

وكان عدد إصابات اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى، في مدينة القدس المحتلة، في صباح اليوم، قد تجاوز 300 جريح، بعضهم إصاباتهم بليغة.

وقد استخدم جنود الاحتلال، خلال محاولتهم تفريغ المسجد الأقصى، من المعتكفين فيه، تمهيداً لمسيرة المتطرفين الصهاينة، قنابل الصوت والدخان والرصاص المعدني.