في اليوم التاسع للعدوان على غزة، أعاد الفلسطينيون إلى الذاكرة الأيام الأولى لانتفاضة الأقصى عام 2000. توحدوا بمختلف أطيافهم وفصائلهم على كامل الخريطة الفلسطينية. أبناء غزة واجهوا العدو بصواريخهم، أولاد الضفة اشتبكوا بالرصاص والحجارة مع جنود العدو في مختلف نقاط التماس، أما أبناء الداخل المحتل عام 1948، فقد أضربوا عن أعمالهم وخرجوا في مسيرات أكدت على وحدة الدم الفلسطيني.
اليوم، سرق الفلسطينيون الأضواء. غزة لقنت العدو درساً؛ فبرغم مجازره التي ارتكبها ضد أبناء القطاع، وبرغم حجم الدمار الذي تسببه القصف العشوائي على بيوت المدنيين الأمنين وبرغم كل الدعاية الإسرائيلية بأن جيش العدو استهدف 150 مسلحاً من حماس والجهاد، لا تزال وتيرة صواريخ المقاومة هي ذاتها، بل كانت اليوم تحديداً أكثف وأقوى وأوقعت خسائر أكبر.

اليوم هبّت الضفة، وكانت بيت لحم والبيرة وجنين ونابلس على موعد مع الدم والنار. اذ بعد صدور بيانات عن كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكري لحركة فتح، عن إعادة تفعيل دورها، نفذت الكتائب اول عملية لها اليوم، بإطلاق النار على الجنود بالقرب من مستوطنة ارئيل في البيرة وأصابوا اثنين تم نقلهما إلى مستشفى شعاري تسيدك في القدس المحتلة.

المواجهات في مدينة البيرة جاءت بعد مسيرة ضخمة جابت مدينة رام الله، وتوجهت الى حاجز بيت ايل حيث اندلعت المواجهات هناك، وأدت إلى استشهاد شابين بعد اصابتهما بالرصاص الحي في صدرهما، وإصابة 46 اخرين بينهم إصابتان خطيرتان بسبب إطلاق قوات العدو، الرصاص الحي والرصاص المعدني المغلف بالمطاط على متظاهرين، كما أصيب 10 أشخاص بالرصاص الحي بينهم إصابتان خطيرتان على الأقل، بحسب ما أفادت جمعية الهلال الأحمر في بيان.

وفي نابلس، أصيب متظاهر بالرصاص الحيّ، وفي قلقيلية، أُصيب متظاهران بالرصاص الحي، و20 بالرصاص المطاطي، وفي بيت لحم، أُصيب 4 متظاهرين بالرصاص الحيّ.

أما في القدس المحتلة فقد أصيب عدد من المواطنين بجروح مختلفة، واعتقل العدو آخرون قرب باب العامود بالقدس المحتلة، وذلك بعدما هاجمتهم شرطة الاحتلال، ورشتهم بالمياه العادمة ما تسبب بإصابة العشرات منهم بجروح مختلفة واختناق.

وأصيب عشرات الفلسطينيين بالرصاص الحي والمطاطي خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في مدينة الخليل ومخيم العروب، اليوم، عقب مسيرة حاشدة دعت لها القوى الوطنية وسط الخليل تنديدا بعدوان الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين.

أما في الداخل المحتل، فقد انطلقت، مساء اليوم، مظاهرات احتجاجيّة حاشدة في بلدات عربية، ضدّ العدوان الإسرائيليّ في قطاع غزّة المحاصر، والضفة الغربية والقدس المحتّلتين، واحتجاجاً على اعتداءات الشرطة الإسرائيلية، وعصابات المستوطنين على بلدات عربية.

وفي حيفا، احتشد متظاهرون في ساحة قصر الخوري، رافعين الأعلام الفلسطينية.
وفي مدينة يافا، نُظِّمت تظاهرة حاشدة في حديقة الغزازوة في شارع ييفت، احتجاجاً على الاعتداءات على أهالي المدينة، ونصرة لغزة وحيّ الشيخ جراح المقدسيّ.

وشهدت منطقة التظاهرة استنفاراً كبيراً من قبل الشرطة، التي عززت قواتها الخاصة بالعشرات، بالإضافة إلى سيارة المياه العادمة، بحسب مصادر محلية فلسطينية. كذلك هتف المتظاهرون هتافات مطالبة بايقاف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، ومناصرة لاهالي القدس والشيخ جراح ومطالبة بالوحدة.

وفي الطيرة، جابت مسيرة حاشدة شوارع المدينة، ورفع مشاركون فيها الأعلام الفلسطينية، وهتفوا بشعارات مندّدة بالعدوان الإسرائيليّ على غزّة، والقدس.

وفي شفاعمرو، انطلقت مسيرة بعنوان «إضراب الكرامة» في شفاعمرو من أمام دار البلدية، مرورا بالبلد القديمة متجهين إلى دوار شهداء شفاعمرو، بمشاركة واسعة.

وفي الناصرة، نُظمت تظاهرة احتجاجية في المدينة، ورفع المشاركون في التظاهرة الأعلام الفلسطينية ولافتات نصرة للقدس وقطاع غزة، وكتب على بعض منها «أنقذوا الشيخ جراح»، و«القدس عاصمة فلسطين».

أما غزة، فقد كسرت عنجهية العدو باستهداف حشوداته العسكرية ومرابض مدافعه وأماكن تجمع جنوده إضافة لاستهداف بئر السبع وعسقلان واسدود، وذلك بعدما شن العدو سلسلة غارات فجر اليوم، بلغ عددها أكثر من 50 غارة، غالبيتها على مناطق مأهولة ومدنية، منازل ومواقع حكومية في مناطق مختلفة في قطاع غزة، لكن وبرغم من كل هذا الاجرام وبحسب اعلام العدو فقد أطلقت المقاومة منذ صباح اليوم ما يقارب 270 صاروخاً باتجاه الأراضي المحتلة.