التقى الأسيران محمود ومحمد عارضة، اللذان أُلقي القبض عليهما بعد فرارهما من سجن جلبوع عبر نفق، بمحامييهما، للمرّة الأولى منذ اعتقالهما نهاية الأسبوع الماضي.
وأعلنت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين»، أن محامييهما خالد ورسلان محاجنة زارا الأسيرين محمد ومحمود العارضة، ونُقل عن محمود العارضة قوله «حاولنا الدخول إلى مناطق الضفة الغربية، ولكن كانت هناك تعزيزات وتشديدات أمنية كبيرة، وقد اعتُقِلنا صدفة».

وأكد القيادي في «الجهاد الإسلامي»، محمود العارضة، أنه «لم يبلغ عنا من قبل أي شخص في الناصرة، وقد مرّت دورية شرطة، وعندما رأتنا توقفت واعتقلنا»، مشيداً بـ«مساندة أهل الناصرة للأسرى في أولى جلسات محاكمتهم». وأضاف: «تأثرنا كثيراً عندما شاهدنا الحشود أمام الناصرة، أوجّه التحية إلى أهل الناصرة، لقد رفعوا معنوياتي عالياً».

وأكّد المحامي محاجنة أن «عارضة يمرّ برحلة تعذيب قاسية للغاية، ويتعرّض للتنكيل ولاعتداءات متواصلة خلال التحقيقات المتواصلة التي يخضع لها»، موضحاً بأن محمد عارضة «تعرّض للضرب خلال عملية اعتقاله وأُصيب في رأسه وفوق عينه اليمنى، بعد أن ضرب أحد عناصر الأمن رأسه بالأرض مراراً، رغم أنه لم يحاول مقاومة عمليّة الاعتقال».

وعن الأسير زكريا الزبيدي، قال محاجنة أنه «بعد اعتقال (الأسير زكريا) الزبيدي وعارضة نُقِلا للتحقيق في مركز شرطة الناصرة، وهناك خضع كلّ منهما لتحقيق فظيع شارك فيه نحو 20 عنصر مخابرات في غرفة ضيّقة للغاية».

وبحسب محاجنة، أكد الأسير محمد، التقارير حول اعتداء القوات الإسرائيلية على الأسير زكريا الزبيدي، خلال عملية الاعتقال، فجر السبت الماضي، وأوضح أن «الزبيدي كان يعاني من ظروف صحيّة صعبة»، منوّهاً إلى أنه «لم يرَه منذ نقلهما إلى معتقل الجلمة».

وأضاف أن محمد «تذوّق طعم الحرية وسار حرّاً في الأراضي الفلسطينية، بعد 22 عاماً من الاعتقال»، مضيفاً أنه «كان يحلم برؤية أمّه، غير أنه مقتنع أنه سيعود لتذوّق طعم الحرية».

وبعد زيارة المحامي رسلان محاجنة الأسير محمود عارضة، إذ أكّد الأخير بأنهم حاولوا قدر الإمكان عدم الدخول للقرى العربية حتى لا يعرضونهم للمساءلة.

ونقل المحامي عن عارضة قوله إنه (محمود) مع الأسرى الخمسة الآخرين تجمعوا في مسجد بعد تحررهم ثم تفرقوا. وبيّن عارضة في شهادته التي نقلها المحامي محاجنة، أن سيارة شرطة إسرائيلية مرت بالصدفة كانت السبب في إعادة اعتقاله مع الأسير يعقوب قادري.

ولفت الأسير محمود إلى أن التحقيق معه يستمر يومياً بين 7 و8 ساعات، مشيراً إلى أنهم يتعرضون لتعذيب متواصل من قبل المحقّقين، لكن صحته لا زالت جيدة، مشيراً إلى أنه كان بحوزته جهاز «راديو صغير» لمعرفة ومتابعة ما يحصل في الخارج، وأنه لاحظ أن معنويات الشعب الفلسطيني مرتفعة.

وقال محمود إنه هو المسؤول عن حفر النفق، وأن عملية الحفر بدأت في شهر كانون أول من العام الماضي.

كما وجّه رسالة لوالدته قائلاً فيها «أطمئن والدتي عن صحتي، ومعنوياتي عالية، وأوجه التحية لأختي في غزة»، مشيراً إلى أنه سمع والأسرى الآخرين هتافات المتظاهرين في الناصرة الأمر الذي رفع من معنوياتهم، معتبراً أن ردة الفعل الشعبية بالنسبة له تمثل إنجازاً كبيراً وأنه يعتبر نفسه حقق نجاحاً كان سبباً فيه.