غزة | تزامناً مع تصاعد إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو الإسرائيلي، أحيت المقاومة الفلسطينية الذكرى العاشرة لصفقة «وفاء الأحرار» التي أُطلق بموجبها 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وسط وعود بقرب إبرام صفقة ثانية، وإعلان الفصائل نيّتها أسْر جنود آخرين لمبادلتهم. ونشر الجناح العسكري لحركة "حماس"، "كتائب القسام"، أمس، رسالة إلى الأسرى جاء فيها: «أسرانا، اقترب موعد تحريركم»، في إشارة إلى الجنود الإسرائيليين الأربعة المأسورين لديها، فيما أكدت الحركة «أننا على موعد قريب مع صفقة جديدة بعد إجبار الاحتلال وإرغامه على الرضوخ لمطالب المقاومة التي لا مناص أمامه من تلبيتها والتعاطي معها». وأعلنت حركة «الجهاد الإسلامي»، بدورها، نيّتها تنفيذ عمليات أسر لجنود جدد من قوات الاحتلال لمبادلتهم وإنهاء معاناة الأسرى في سجون العدو. وقال عضو المكتب السياسي للحركة، خالد البطش، إن «المقاومة الفلسطينية لن تترك الأسرى في السجون وحدهم»، مضيفاً أن «أسرى إسرائيليين جدداً سيكونون في قبضة المقاومة حتى إطلاق المعتقَلين كافة». ودعا البطش، في مهرجان نظّمته الفصائل الفلسطينية إحياءً للذكرى العاشرة لصفقة «وفاء الأحرار»، الفلسطينيين في كلّ الساحات إلى «البدء بفعّاليات للضغط على الاحتلال لوقف الإجراءات التنكيلية بحق الأسرى»، لافتاً إلى أن العدوّ «يحاول الانتقام من جميع المعتقَلين في كلّ المعتقلات، وغداً أسرى من كل الفصائل سينضمّون إلى الإضراب». وتابع: «يجب أن تُغلَق الشوارع في الضفة أمام حركة المستوطنين حتى يعرفوا أن هناك آلاف الأسرى في السجون».
يستعدّ مئات الأسرى من الفصائل كافة لخطوات تصعيدية جديدة

من جهتها، وجّهت الحركة الوطنية الأسيرة رسالة عاجلة إلى المقاومة الفلسطينية، قالت فيها إنه «حان الوقت لكسر القيود، وقد كانت ثقتنا بكم كبيرة وبلا حدود، والآن بعد معركة سيف القدس أصبحت هذه الثقة يقيناً بإذن الله»، مضيفةً «أنّنا، وبعد عشر سنوات من الانتظار بعد وفاء الأحرار، لا يزال أملنا - بعد الله - هو في المقاومة». وتابعت: «عشر سنواتٍ مرّت، وبعضنا مرّت عليه أربعون عاماً من الأسر ولا يزال صابراً محتسباً منتظراً، ونقولها وبصوتٍ عالٍ، إنه بعد معركة سيف القدس، وما رأيناه من بطولةٍ منقطعة النظير في ظروف معقّدة حرجة ليس لها مثيل في أيّ مكان في العالم، فإننا نحن الأسرى في سجون الاحتلال نقول لكم يا إخوة السلاح والدم، إنه حان الوقت لكسر القيود، وقد كانت ثقتنا بكم كبيرة وبلا حدود، والآن بعد معركة سيف القدس، أصبحت هذه الثقة يقيناً بإذن الله». ودعت الحركة الأسيرة، المقاوَمة، إلى أن تقاتل على كلّ أسير، مؤكدة أن «كلّ الأسرى وبلا استثناء يستحقّون الحرية، وهي واجبكم، ونحن الأسرى لكم منّا الصبر والصمود، وإن لم تحملنا أجسامنا ستحملنا نفوسنا».

تواصل الإضراب
وتزامن صدور تلك المواقف مع تصاعد الإضراب عن الطعام الذي يخوضه 250 أسيراً من أسرى "الجهاد الإسلامي" في سجون العدو، لليوم السادس على التوالي، وسط استعدادات لخطوات تصعيدية جديدة بمواجهة الإجراءات التنكيلية المضاعفة بحقَّ المعتقَلين، منذ محاولة 6 أسرى التحرّر من سجون جلبوع مطلع الشهر الماضي. وبحسب مصادر فصائلية، يستعدّ مئات الأسرى من «حماس» و«فتح» والجبهتَين «الشعبية» و«الديمقراطية» لخطوات جديدة تتضمّن الإضراب عن الطعام لدفع الاحتلال إلى التراجع عن خطواته العقابية.
في غضون ذلك، وفي إطار استمرار التضييق على الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم، منعت سلطات العدو الأسيرة نسرين أبو كميل (46 عاماً) التي كان أُفرج عنها أوّل من أمس، من العبور إلى قطاع غزة عبر معبر «بيت حانون - إيريز»، لملاقاة عائلتها التي كانت تنتظرها، بعد 6 سنوات من الاعتقال. وقالت عائلة أبو كميل إن قوات الاحتلال تعمّدت تنغيص الفرحة عليها، عبر منع نسرين من المرور إلى القطاع حيث ينتظرها زوجها وأطفالها السبعة، الذين لم يتمكّنوا من زيارتها منذ لحظة اعتقالها.
وكانت سلطات العدو اعتقلت أبو كميل في 18 تشرين الأول 2015، لدى مغادرتها غزة، وحُكم عليها بالسّجن 6 سنوات بتهمة التجسّس وتصوير ميناء حيفا، علماً أن الأسيرة من مدينة حيفا، ومتزوّجة بفلسطيني من مخيم النصيرات وسط القطاع، وتقيم هناك منذ زواجها.
إلى ذلك، أثار تفعيل صافرات الإنذار في منطقة غلاف غزة وعسقلان، أمس، حالة من الذعر بين المستوطنين، بعد تشغيلها نتيجة خطأ تقني، فيما سُجّل هروب رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي، من حفل تأبين الرئيس السابق إسحاق رابين، إثر سماعه الصافرات، ليعود بعد وقت قصير من تأكّده أنها فُعّلت بالخطأ. وبينما ذكر موقع "حدشوت بيتخون سديه" العبري أن صافرات الإنذار فُعّلت بعدما أُطلقت صواريخ من قطاع غزة تجاه مستوطنات الغلاف، لكنها سقطت داخل القطاع، نقلت مصادر فلسطينية، لـ«الأخبار»، أن قذيفة "هاون" أُطلقت تجاه قوّة من جيش العدو توغّلت لأمتار شرق غزة، ما أدّى إلى انسحاب القوّة على الفور.