بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، لقاءه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مدينة سوتشي الروسية. أما الهدف من الزيارة فهو «بناء علاقات وطيدة بين بينيت وبوتين، والتوضيح للأخير أن فوز بينيت برئاسة الوزراء لن يضرّ بالعلاقات الروسية - الإسرائيلية، (بمعنى أنها ستبقى كما كانت في عهد نتنياهو)»، وفق ما قال مصدر إسرائيلي لصحيفة «هآرتس».
أمّا الهدف الثاني من الزيارة، فهو «بحث المصلحة المشتركة والتعاون ضد الإرهاب الإسلامي المتطرّف، وإيضاح فكرة أن إسرائيل ستعمل ضد الأذرع الإيرانية في سوريا بكل قوّة». كما نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم»، عن مسؤول سياسي إسرائيلي، منوّهةً إلى أن هناك معارضون في النظام الروسي للضربات الإسرائيلية في سوريا، «لكن بوتين نجح في فرض موقفه حتى اللحظة»، فيما ستختبر إسرائيل ذلك بعد اللقاء، من خلال استمرار غاراتها على الأراضي السورية.

ومنذ تولّيه رئاسة الوزراء، هاتَف بينيت بوتين مرتين في حزيران الماضي، في إطار مساعيه للمحافظة على العلاقات الوطيدة التي تركها سلفه بنيامين نتنياهو؛ فبينما هدفت زيارته إلى واشنطن الشهر الماضي إلى «إصلاح العلاقات التي أفسدها نتنياهو مع إدارة بايدن»، هدف هذه الزيارة هو «التقرب من بوتين، والحفاظ على العلاقات الجيدة معه». وفق ما نقلت «هآرتس» عن مسؤول سياسي رفيع.

في غضون ذلك، خصّص الكرملين ساعتين للّقاء، على أن يكون شخصياً ومقتصراً على بوتين وبينيت، والمترجميْن الإسرائيلي (وزير الإسكان، زئيف إلكين) والروسي. وسيبحث بوتين وبينيت جملة من المواضيع الأمنية، منها «الخشية الإسرائيلية من التموضع الإيراني في سوريا، ومحاولة تجنيد بوتين للتحركات الإسرائيلية ضد النووي الإيراني، والخشية الروسية من ضربات إسرائيلية في سورية دون تنسيق».

ورغم الأجواء الوديّة التي يبثّها الطرفان، إلا أن الحكومة الإسرائيلية لم تُصادق، أمس، على إدخال السيّاح الذين تطعّموا باللقاح الروسي «سبوتنيك»، إلى فلسطين المحتلة، بحجّة «عدم اعتراف منظّمة الصحة الدولية به»، وهو ما قد يتناوله الجانبين في اللقاء.
أمّا على المستوى الاقتصادي، فعبّر مسؤول إسرائيلي عن رضاه من «تعافي» التجارة مع روسيا، على خلفية جائحة «كورونا»؛ إذ وصل التبادل التجاري قبل تفشّي الوباء إلى ثلاثة مليارات دولار، ولكنها تراجعت بشكل كبير خلال العامين الماضيين، فيما ارتفعت في النصف الأخير من العام الحالي إلى مليار ونصف المليار دولار.
وفي سياق آخر، لفت مسؤول إسرائيلي إلى أنه «من المحتمل أن تطرح روسيا خلال الاجتماعات موضوع أملاك الكنيسة الروسية (في فلسطين المحتلة)».