واصلت جرّافات الاحتلال الإسرائيلي، في ساعات مبكرة من صباح اليوم، أعمال التجريف في المقبرة اليوسفية (صرح الشهداء)، المجاورة للمسجد الأقصى من الجهة الشرقية، لليوم الثاني على التوالي.وتتواصل أعمال التجريف بعدما قام أمس، ما يسمّى بـ«سلطة الطبيعة والآثار» معزّزةً بقوات الاحتلال وطواقم بلدية الاحتلال في القدس، بنبش قبور تم طمسها بالكامل وبشكل نهائي، تمهيداً لتحويلها إلى «حديقة توراتية».

وأظهرت مقاطع فيديو تناقلها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي حفر وتجريف قوات الاحتلال للقبور التي فيها عدد كبير من أهالي القدس وكبار العلماء والشهداء العرب والفلسطينيين.
وتأتي عمليات التجريف بعدما رفضت محكمة الاحتلال في 17 تشرين الأول الحالي، طلب لجنة رعاية المقابر الإسلامية في الأوقاف الإسلامية في القدس، منع بلدية الاحتلال من مواصلة أعمال نبش وانتهاك حرمة قبور الموتى في المقبرة.

وفي وقت سابق، قال المحامي مهنّد جبارة الذي يترافع باسم لجنة رعاية المقابر، إن «محكمة الصلح لم توافق على القرار الذي قدّمناه من أجل وقف أعمال الحفر والنبش في المقبرة اليوسفية، وصادقت على استمرار عمليات التجريف».
وشدد على أن هذا القرار خطير ومفاجئ ولا يتعاطى مع حقائق الأمور، ولا يأخذ في الاعتبار قدسيّة المكان وخطورة نبش القبور وظهور عظام الموتى، والمسّ بمشاعر المسلمين في القدس والعالم.

يُشار إلى أن جرّافات الاحتلال جرفت قبل أسابيع أجزاء من مقبرة ضريح الشهداء، التي يعود تاريخها إلى مئات السنين، حيث ظهرت أجزاء من رفات وعظام شهداء وموتى، ما أثار غضباً واسعاً بين المقدسيين.
وعقب ذلك، أعاد المواطنون دفن رفات الشهداء والموتى في المقبرة، قبل أن تجدد سلطات الاحتلال اليوم نبشها وطمسها بالكامل.