اقتحم الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، اليوم، الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، للمشاركة في الاحتفال بما يُسمّى «عيد الأنوار» في الحرم في مدينة الخليل. وأثناء استعداده لإلقاء كلمة، اندلعت خارج الحرم اشتباكات بين متظاهرين مندّدين بالاقتحام وقوات العدو.
وكانت قوات العدو قد منعت المتظاهرين من الوصول إلى الحرم، إذ تصدّت لهم عند مدخل كريات أربع، كما حاولت منعهم من «ممارسة حقّهم في التظاهر»، وفق ما أشار أعضاء من حركة «السلام الآن».

(أ ف ب )


وقد ندّدت عدّة أحزاب فلسطينية باقتحام هرتسوغ للحرم.

وحذّر الناطق باسم حركة «الجهاد الإسلامي»، طارق عز الدين، في بيان، من «تداعيات هذه الاقتحامات»، محمّلاً «العدو الصهيوني كامل المسؤولية عمّا سيترتّب عليها».

وأضاف: «الشعب الفلسطيني لا يسمح بأن تمرّ محاولات المساس بمقدّساته دون أن يتصدّى لها رجاله وأحراره»، مشيراً إلى أن «اقتحام رئيس الكيان الصهيوني للحرم الإبراهيمي يندرج في سياق مخططات التهويد التي تستهدف المسجد الإبراهيمي ومدينة خليل الرحمن».

واعتبر الناطق باسم الحركة أن «اقتحام المسجد عمل عدائي يستوجب علينا جميعاً التصدي له بكل قوة».

كما دعت حركة «حماس» إلى إطلاق «يد المقاومة» في الضفة الغربية لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وآخرها اقتحام هرتسوغ للحرم الإبراهيمي. وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، إن اقتحام هرتسوغ للحرم الإبراهيمي يجب أن يقابل «بإطلاق يد المقاومة في الضفة فوراً، ووقف الاعتقالات والملاحقات والكف عن محاولات وأدها (في إشارة إلى السلطة الفلسطينية)».

ودعا القانوع، في تدوينة عبر صفحته على «فيسبوك»، إلى «رفع اليد الغليظة عن الجماهير الفلسطينية والشباب الثائر في الضفة؛ لمواجهة هذه الجريمة وغيرها»، مشيراً إلى أن «الاشتباك الدائم مع الاحتلال هو الكفيل لمنع تكرارها (اقتحام هرتسوغ) ووقف الاعتداءات».

وفي السياق نفسه، حذرّت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» من تداعيات الزيارة، داعيةً الفلسطينيين إلى مقاومتها «بمختلف الأشكال وبكل قوّة لإفشال أهدافها العنصرية في استكمال تهويد الحرم الشريف».

وأشارت إلى أنّ «هذه الخطوة تأتي في سياق دعمه (هرتسوغ) وتعزيزه لمكانة مشروع الاستيطان والضم الزاحف في الضفة المحتلة واستمرار مشروع التهويد».

ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل المحتلة من الجانب الإسرائيلي، ويسكن فيها نحو 400 مستوطن يحرسهم حوالى 1500 جندي إسرائيلي.

ومنذ عام 1994، يُقسَّم المسجد الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام، إلى قسمين؛ قسم خاص بالمسلمين، وآخر باليهود، وذلك إثر قيام مستوطن بقتل 29 فلسطينياً في صلاة الفجر، في 25 شباط من العام ذاته.

وفي تموز 2017، أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لـ«ليونسكو» الحرم الإبراهيمي موقعاً تراثياً فلسطينياً.