لا يزال العدوان الإسرائيلي متواصلاً بحق أهالي القدس المحتلة، إذ يعمد الاحتلال إلى محاولة تكريس هيمنته في المدينة، ولا سيّما في حيّ الشيخ الجراح، في أعقاب عملية نفّذتها إحدى الطالبات (15 عاماً)، صباحاً، وأسفرت عن إصابة مستوطنة إسرائيلية بجروح، مجسّدة مقاومة الأهالي وصمودهم بشأن ما يُسمى «إخلاء» منازلهم لمصلحة المستوطنين بشكل خاص.
وعطفاً على ذلك، يأتي اعتداء المستوطنين المحميّين من قوات العدو في حيّ الشيخ جراح، من خلال ما يُسمّى بـ«مسيرة الأعلام» في محاولة للثأر أيضاً من الهزيمة المدوّية التي أُلحِقت به من قبل المقاومة في عملية «سيف القدس» في أيار الماضي، والتي كان أحد أسبابها انتهاكاته بحقّ أهالي القدس.

وفيما عمدت قوات العدو إلى إغلاق المداخل إلى الحي المُهدّدة منازله باحتلالها، وإخراج المتضامين مع أهاليه من الأحياء المجاورة، بغية إنجاح تنظيم المسيرة، التي لم تستطِع تنظيمها في الخامس عشر من أيار الماضي في القدس، لم يتوانَ أهالي الحي عن التصدي للمسيرة، فاشتبكوا مع المستوطنين، وقوات العدو التي تحميهم كالعادة، ما أسفر عن وقوع أربع إصابات بغاز الفلفل الذي استخدمه العدو، وفق جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني».



ولم يكتفِ المستوطنون بتنظيم المسيرة ووصولها إلى الحي تحت حماية قوات العدو، بل اقتحموا أيضاً بعض المباني السكنية والمنازل، وأزالوا خيمة الاعتصام ضد احتلال المنازل في الحي، بعدما عمدوا الى الاعتداء على الأهالي الذين حاولوا التصدي لهم، رافعين الأعلام الإسرائيلية، ومردّدين هتاف «الموت للإرهابيين».



ويتعرض أهالي الشيخ جراح، بشكل منتظم، لاعتداءات ينفذها مستوطنون يسكنون منازل في الحيّ، بعدما استولوا عليها من عائلات فلسطينية خلال السنوات الماضية.

يُشار إلى أنه في 3 تشرين الثاني الماضي، أعلنت عائلات فلسطينية في الحيّ رفضها عرض «تسوية» قدمته «المحكمة العليا الإسرائيلية». وقالت المحكمة آنذاك إنه في حال عدم موافقة العائلات والجمعية الاستيطانية على التسوية، فإنها ستتخذ قراراً بشأن التماسات العائلات ضد طردها من منازلها، دون تحديد موعد.

وفي هذا السياق، أفاد أحد سكان الحي المرابطون ضد «إخلاء المنازل»، الشاب صالح دياب، أن الكفاح سيستمر، قائلاً: «لا توجد أسرة عادية لديها أطفال يمكنها العيش هنا في ظل الصراع (...) لن نستسلم وسنواصل الكفاح من أجل حقنا».