لا تزال ملاحقة المقاومين وتطويق المدن الفلسطينية التي تُنفّذ فيها العمليات الفدائية تؤتي بنتائج عكسية للعدو الإسرائيلي. وبعد فشل تطويق مدينة نابلس الاحتلال في وقف العمليات الفدائية فيها، انسحبت سلسلة العمليات إلى الخليل، ثم أريحا المحتلة.
هكذا، بات الاحتلال نفسه مطوّقاً من الجهات كلها، من غزة المقاوِمة رغم حصارها، ومن الضفة الغربية رغم «التنسيق الامني» للسلطة، إلى الداخل المحتل حيث لم يتمكّن الاحتلال الفكاك من العمليات، رغم تأهب قواته واستنفارها بشكل غير مسبوق مع اتساع رقعة العمليات وزخمها المشتعل.

وشهد الداخل المحتل عملية دهس مزدوجة في منطقة النبي موسى، بين القدس وأريحا، كبّدت الاحتلال خسائر في صفوفه، بإصابة 5 جنود ومستوطنين، قُدّرت بين المتوسطة والخطيرة.

وبحسب الإعلام العبري، فإن الشاب دهس مجموعة جنود قرب مفرق النبي موسى، ثم واصل طريقه نحو ما يسمى تقاطع «ألموغ»، ودهس مستوطنين آخرين، ليستشهد هناك إثر طلقات نارية كثيفة أطلقها جنود الاحتلال وسط حالة الذعر التي تملّكت الموجودين، بحسب مقاطع فيديو قصيرة سمح الاحتلال بنشرها. وفي أعقاب العملية، أعلن اسم منفذّها وهو الشاب المقدسي بركات موسى عودة من بلدة العيزرية شرق القدس.



وجاءت عمليتا الدهس في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال إغلاق جميع مداخل مدينة الخليل، بعد تنفيذ محمد الجعبري عملية إطلاق النار البطولية في مستوطنة «كريات 4»، أمس، واستشهاده لاحقاً. وقد أدّت العملية لمقتل مستوطن وإصابة 5 آخرين. كذلك، نُفّذت عملية إطلاق نار أخرى تجاه قوات الاحتلال عند مفرق بلدة بني نعيم قرب الخليل.

وزفت حركة «حماس» استشهاد «بطل الخليل وصنديدها المغوار، شهيدنا المجاهد الأستاذ محمد كامل الجعبري». وأضافت «إنّنا إذ نزفّ الشهيد الجعبري، لنشد على أيدي الثوار الأبطال، ونؤكّد أن عملياتهم البطولية الممتدة من الخليل إلى رام الله ونابلس وجنين والقدس وكل أرضنا المحتلة، هي خيار شعبنا للرد على جرائم الاحتلال وعربدة مستوطنيه، وهي الطريق إلى تحرير أرضنا ومقدساتنا وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس».

وكان الاحتلال قد حكم على شقيق الشهيد الجعبري وائل بالسجن المؤبد مرتين بتهمة قتل جنديين خلال انتفاضة الأقصى، قبل أن تحرره المقاومة في صفقة «وفاء الأحرار» في تشرين أول 2011.

وفي إطار القلق الأمني المتنامي لدى الاحتلال، ومحاولاتها تأمين مسار الانتخابات الإسرائيلية المزمع إجراؤها بعد غد، رفعت سلطات الاحتلال حالة التأهب في الضفة الغربية، على خلفية تقديرات بوقوع مزيد من العمليات.

وبالتوازي، واصلت السلطة الفلسطينية اليوم انتهاكاتها بحقّ المواطنين الفلسطينيين، ولم يسلم منها طلاب الجامعات، إذ اعتقلت ثلاثة طلاب من جامعة بيرزيت، في شارع الإرسال بالمدينة. وطاول الاعتقال كلاً من ممثل الكتلة الإسلامية في الجامعة، إبراهيم بني عودة، وعضو مجلس الطلبة محمود نخلة، والطالب أسامة ابو عيد.

وفي السياق، رصدت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين 296 انتهاكاً للسلطة، منذ شهر أيلول الماضي، كان أبرزها جريمة إعدام المواطن فراس يعيش، في نابلس الشهر الماضي، بعد أن أصيب في رأسه إثر إطلاق عناصر أمن السلطة رصاصها تجاه المواطنين الذي خرجوا تنديداً باعتقال أجهزتها الأمنية للمطارد لدى الاحتلال مصعب اشتية في مدينة نابلس.