بعد ساعات من دخول الخليل على خط الاشتباك، شهدت مدينة أريحا - الأكثر هدوءاً في الضفة -، عمليّة فدائية مركّبة، قام منفّذها بعمليّتَي دهس، استهدف في الأولى مجموعة من الجنود عند مفترق النبي موسى، ليتوجّه من بعدها لتنفيذ العملية الثانية عند محطّة للحافلات قرب المدينة، حيث أُطلق النار عليه. وفي العمليتَين، اعترف جيش العدو بإصابة جنود بإصابات رَاوحت بين المتوسّطة والطفيفة، جرى نقلهم إلى مستشفيَيْ «شعاريه تسيدك» و«هداسا عين كارم» لتلقّي العلاج، وأُصيب المنفّذ الذي ينحدر من بلدة العيزرية في القدس المحتلة، ويبلغ من العمر 49 عاماً، بجروح خطيرة نُقِل على أثرها إلى المستشفى. وأظهرت مقاطع مصوّرة استهداف منفّذ العملية مجموعة من الجنود الذين كانوا يقفون في محطّة ركاب قرب مفترق النبي موسى، ثم دهْس جنود آخرين قرب مفترق الموغ، قبل أن يهاجمه عناصر من شرطة الاحتلال بإطلاق النار عليه من مسافة قريبة، فيما أظهرت مقاطع أخرى عدداً من جنود الاحتلال على الأرض وسط حالة من الارتباك في صفوفهم.عمليتا الدهس في مدينة أريحا لا يمكن فصلهما عن تطوّرات الأوضاع في الضفة الغربية، بل تُعدّان تصعيداً لعمليات الذئاب المنفردة، بعد الذي حصل في «كريات أربع»، كما تشكّلان نقلة نوعيّة لجهة توسيع ساحات الاشتباك والمواجهة، بدخول أريحا بعد الخليل، وهي منطقة نادراً ما تشهد عمليات فدائية، ما يدلّل على اتّساع رقعة المواجهة والردّ على اعتداءات العدو، حيث بات ذلك ملاحظاً عقب استشهاد عدي التميمي، وبعده شهداء مدينة نابلس. وقرّرت سلطات الاحتلال رفع حالة التأهب في الضفة، في ظلّ التقديرات الأمنية المرتفعة بوقوع عمليات أخرى حتى يوم غد الثلاثاء، موعد إجراء الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية.