شيّع أهالي مخيم جنين، شمال الضفة الغربية، الشهيدين فاروق جميل سلامة، ومحمد سامر خلوف، في مواجهات إثر اقتحام «قوة إسرائيلية خاصة» المخيم، ومحاصرة ملحمة تواجد فيها الشهيد سلامة.
وقبل استشهاد سلامة، أحد قادة «سرايا القدس» في كتيبة جنين، بلحظات، كان برفقة أصدقائه يتم تجهيزات حفل زفافه الذي كان مقرراً غداً. وتداولت مصادر محلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو له أثناء إشرافه على ذبح وتجهيز اللحوم ودعوة الناس بمنطقته للحفل.

وفيما تصدى مقاومون لتلك القوات بإطلاق النار صوبها، دوّت صافرات الانذار في مخيم جنين تزامناً مع اقتحام قوات الاحتلال.



وقالت وزارة الصحة في بيان مقتضب، إن سلامة (28 عاماً)، وصل بحالة حرجة للغاية إلى مستشفى جنين الحكومي، جراء إصابته بالرصاص الحي في البطن والصدر والرأس، ولم تفلح محاولات الأطباء في انعاشه، وارتقى شهيداً.

وأضافت أن الفتى محمد سامر خلوف (16 عاماً)، من بلدة برقين غرب جنين، استشهد متأثراً بإصابته، فيما لا يزال أربعة مصابين برصاص الاحتلال يتلقون العلاج، بينها إصابة لطفل بالغ من العمر 8 أعوام، ووصفت حالتهم بالمستقرة.

وفي السياق، قالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إنه «في ختام نشاط مشترك من الجيش والشاباك وحرس الحدود ووحدة المستعربين، تم تصفية فلسطيني يتبع للجهاد الإسلامي يدعى فاروق سلامة الذي يقف خلف عملية قتل الضابط نعوم راز، كما يتهم بالتعاون مع جماعة عرين الأسود والتخطيط لتنفيذ عمليات كبيرة، كما تم اعتقال 5 مطلوبين آخرين ومصادرة سلاح ضبط بحوزتهم».



«سرايا القدس» تستنفر مقاتليها

وفي أعقاب استشهاد سلامة، نعت «كتيبة جنين ــــ سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، في بيان، الشهيد سلامة «بكل آيات الفخر والاعتزاز».

وفيما وصفت عملية اغتياله بـ«العملية الإجرامية الجبانة»، أعلنت «حالة الاستنفار» في صفوف مقاتليها، ووجّهت رسالة للعدو قائلة: «نقول لهذا العدو المجرم أنك لن تنعم لا بالأمن ولا بالأمان على أرضنا وستدفع ثمن جرائمك غالياً».

كما أعلنت عن تصديها لقوات الاحتلال بالقول: «مجاهدونا يحققون ضربات مباشرة في قوات وآليات العدو في عدد من المحاور ويستهدفون قوات الاحتلال في محيط أحد المنازل المحاصرة بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة».

وأضافت: «لن نقف مكتوفي الأيدي حيالها، وأن كتيبة سرايانا المظفرة لن تصمت عن هذه الجريمة طويلاً»، مؤكدة أن «ارتقاء القادة العظام لن يفت من عزيمة وإرادة مقاتلينا، وأننا سنمضي في هذا النهج الجهادي المبارك أكثر عزيمة وإصراراً مهما عظمت التضحيات».

وتابعت: «نترحم على روح الشهيد الفتى محمد سامر خلوف (14عامآ) ابن بلدة برقين البطلة، والذي ارتقى برصاص الاحتلال المجرم في مخيم جنين البطولة»، موجهةً التحية إلى «كل السواعد المقاتلة التي تصدت لقوات الاحتلال وواجهته بكل قوة وبسالة، والتي أظهرت لهذا العدو الصهيوني أنها لن تتركه يستبيح جنين ومخيمها، وستبقى له بالمرصاد».

«حماس» تحيّي المقاومين

كذلك، نعت حركة «حماس» الشهيدين، مشيرة إلى أنّ «العدو الجبان واهمٌ إنْ ظنّ أنّ سياسة الاغتيال يمكن أن تحقّق له أمناً أو تخمد لهيب الغضب المتصاعد في وجهه».

وأضافت: «إنّ القائد من شعبنا يَخْلفه ألف قائد، ودم الشهادة وقود لمسيرة المقاومة المستمرة، والتضحيات التي يقدمها شعبنا هي جسور العبور نحو النصر والتحرير».

ووجّهت التعازي إلى «ذوي الشهيدين ومحبيهما وإخواننا في سرايا القدس»، وحيّت «مقاومينا الأبطال الذين تصدوا لعملية الاقتحام الصهيونية الهمجية لمخيم جنين»، مؤكّدة «ثقتنا بالمقاومة القادرة على تدفيع العدو ثمن هذه الجريمة البشعة، وجرائمه المتصاعدة بحق أهلنا وأرضنا ومقدساتنا وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك».

وبارتقاء الشهيدين سلامة وخلوف في جنين ومخيمها، يرتفع عدد الشهداء اليوم إلى أربعة، حيث ارتقى صباح اليوم الشهيدان: عامر بدر حلبية (20 عاما) من بيت حنينا، وداوود محمود خليل ريان (42 عاما) من قرية بيت دقو شمال غرب القدس.