تتوالى عمليات القتل بحق الفلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، بشكل يومي، وبالتوازي لا يتوانى الفلسطينيون عن مواجهة جنود الاحتلال رداً على اعتداءاتهم المتواصلة، فضلاً عن مقاومتِها بعمليات مسلّحة باتت نمطاً ثابتاً يأخذ منحىً متطوراً لجهة تنظيمه، وفق ما تُظهره وتيرة هذه العمليات.
وفي سياق دوّامة التصعيد ضدّ الفلسطينيين، أطلقت قوات الاحتلال النار، بدمٍ بارد من مسافة الصفر، على الشاب عمار حمدي مفلح، في بلدة حوارة جنوبي نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة. ولم تكتفِ بإطلاق الرصاص عليه، بل عمدت أيضاً إلى إطلاق قنابل الصوت والغاز المسيّل للدموع باتجاه المواطنين لإبعادهم عنه وهو على الأرض، ليستشهد لاحقاً. وفي وقت لاحق، زعمت قوات الاحتلال أنها قتلت الشاب لأنه كان يحمل سكيناً، مستخدمةً صورة لسكين يظهر على الأرض.



وإثر ذلك، استنكرت فصائل فلسطينية هذه الجريمة، داعيةً إلى تصعيد المقاومة ضد الاحتلال في كل المناطق. وقال الناطق باسم حركة «حماس»، عبد اللطيف القانوع، إنها «جريمة (إسرائيلية) بشعة يرتكبها أحد جنود الاحتلال بإعدام شاب بدم بارد في حوارة قضاء نابلس»، مضيفاً: «وهو ما يعكس السلوك العدواني والفاشي للاحتلال وجيشه».

وأشار إلى أن «تصاعد جرائم الاحتلال وآخرها هذه الجريمة البشعة في نابلس ستقابل بمزيدٍ من المقاومة والانتصار لدماء شعبنا وسيدفع العدو ثمن جرائمه». وأضاف: «حالة الغضب التي تعتري شعبنا الفلسطيني من مشهد جريمة الإعدام البشعة سترتدّ ناراً على الاحتلال (الإسرائيلي) وسيدفع ثمنها».

وبالتوازي، قال المتحدث الإعلامي باسم حركة «الجهاد» عن الضفة الغربية المحتلة، طارق عز الدين، إن «مشهد الإعدام بدم بارد للشهيد عمار مفلح في حوارة وعلى مرأى من العالم، هي جريمة حرب كاملة الأركان تثبت مرة تلو الأخرى حجم الإجرام الذي تمارسه قوات الاحتلال الصهيوني بحق أبناء شعبنا الأعزل».

يأتي ذلك في أعقاب مواجهات مع قوات الاحتلال، بمناطق متفرقة بالضفة الغربية، خلال مسيرات مناهضة للاستيطان، أُصيب خلالها عشرات المواطنين بالاختناق والرصاص المعدني المغلّف بالمطاط.

ففي نابلس، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في محيط جبل صبيح في بلدة بيتا جنوبي نابلس، بعد المسيرة الأسبوعية التي خرجت رافضة للبؤرة الاستيطانية «إفيتار»، وأصيب على إثرها عدد من المواطنين بالاختناق بالغاز السامّ الذي أطلقه جنود الاحتلال بكثافة.

كما شهدت قرية بيت دجن شرقي نابلس مواجهات بعد انطلاق مسيرة أسبوعية مناهضة للاستيطان على أرض البلدة، قمعت خلالها قوات الاحتلال المواطنين والصحافيين بوابل من الرصاص المطاطي وقنابل الغاز السام. وفي السياق ذاته، انتشر مستوطنون مسلحون قرب بوابة بلدة بيت دجن المغلقة منذ عام 2000 بالتزامن مع وجود فعالية فلسطينية مطالبة بفتح البوابة في المكان.

وفي قلقيلية، قمعت قوات الاحتلال مسيرة كفر قدوم المناهضة للاستيطان التي انطلقت بعد أداء صلاة الجمعة في مسجد وسط القرية، وأطلق جنود الاحتلال الرصاص المطاطي صوب الشبان الفلسطينيين.
















الإعلام العبري: #صورة للسكين الذي نفذ فيها الشاب "عمار حمدي مفلح" عملية طعن، أدت إلى إصابة جنديين إسرائيليين بجروح طفيفة في "بلدة حوارة" جنوب مدينة نابلس، وقام أحد الجنود بإطلاق النار عليه، مما أدى إلى إستشهاده.