أحيت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين« ذكرى انطلاقتها الخامسة والخمسين بمهرجان جماهيري حاشد، عصر اليوم، في ساحة الكتيبة غربي مدينة غزة.
وشارك في المهرجان، إلى جانب قادة «الجبهة الشعبية» وأنصارها، عدد من قادة وممثّلي «فصائل العمل الوطني والإسلامي» الفلسطينية، من بينهم حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي».

وتضمّن الحفل الذي رفع شعار «انطلاقتنا مقاومة» جملة من الرسائل السياسية المهمة، إذ توسط منصة الحفل شعار يظهر خريطة فلسطين كاملة، في إشارة إلى اعتماد توصيات المؤتمر الوطني الثامن، الذي عقدته «الشعبية» في أيار الماضي، ولا سيما الموقف المتعلق بقبول الحلول المرحلية.

إلى جانب ذلك، رفع المشاركون في الحفل صوراً للشهيد القيادي في مجموعات «عرين الأسود» تامر كيلاني، في إشارة إلى حضور «الجبهة الشعبية» في ساحة الضفة.

وفي كلمة خلال المهرجان، قال نائب الأمين العام للجبهة جميل مزهر إن «رفع شعار انطلاقتنا مقاومة هو تأكيد على ثوابت الجبهة بأن لا قبلة لنا سوى فلسطين، كل فلسطين (...) وأن المهرجان فرصة لمكاشفة الجماهير حول كل القضايا الملحة».

وأضاف مزهر: «أزاحتْ الجبهةُ في هذا المؤتمر الخيارَ المرحليَّ عن الطاولةِ واعتبرتْهُ بوابةً للتنازلات، وعادتْ إلى خيارِها الاستراتيجيّ فلسطين كلّ فلسطين»، مؤكداً أن «لا حلولَ ولا تسوياتٍ ولا مفاوضات، فإمّا فلسطين وإما النارُ جيلًا بعدَ جيل».

بدوره، بيّن عضو المكتب السياسي للجبهة، محمد الغول، أن الأخيرة تمتلك موقفاً واضحاً من الاتفاقيات التي وقّعتها السلطة الفلسطينية في أوسلو عام 1993، إذ رفضت آنذاك كل الاتفاقيات، رغم أنها كانت قد قبلت حينها بحلّ الدولتين، بما يضمن حق العودة للاجئين.

ويرى الغول في حديث إلى «الأخبار»: «اليوم، وبعد انتهاء الظروف الدولية التي كانت تدعم وتدفع بحل الدولتين ومنها ثنائية القطب دولياً بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، لم يعد هناك قيمة للتمسك بحلٍ ليس له غطاء دولي، ولا استعداد في الولايات المتحدة الأميركية ولا دولة الاحتلال للتقدم خطوة فيه (...) اليوم، نعيد الصراع إلى مربعه الأول، فلسطين كل فلسطين بدون أي حلول مرحلية ولا تكتيكية».

«الكفاح المسلّح»
ولفت مزهر في خطابه أيضاً، إلى تمسك «الجبهة الشعبية» بخيار المقاومة المسلحة، بالقول إن «هزيمةَ هذا العدوّ لن تكونَ إلا بالكفاحِ المسلّح، وبحربِ الشعبِ الشاملة، فاليوم شعبُنا أقربُ من أيّ وقتٍ مضى لهذا». وأشار إلى «ضرورة توفيرِ الدعمِ والإسنادِ لمجموعاتِ المقاومة، وبما يُوسّعُ رقعةَ الاشتباكِ ونوعيّة المواجهة، وهذا يتطلّبُ منا ومن غيرنا تعزيزَ دعمِنا لحواضنِ المقاومة، وتعزيزَ أشكالِ الوحدةِ الميدانيّةِ سياسيًّا وكفاحيًّا (..) لتطويرِ وإدامةِ الاشتباك، والردِّ على عدوانِ الاحتلال.

ووجّه مزهر التحية إلى «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى» وإلى «المقاتلينَ الأمميّينَ الذين امتشقوا السّلاحَ من أجلِ فلسطينَ الرفيقُ كزوموتو ورفاقُهُ الشهداء، المناضل جورج عبد الله المعتقلِ في السجونِ الفرنسيّة، والمقاتل ظافر الإيراني منفّذُ أوّلِ عمليّةٍ استشهاديّةٍ بالحزامِ الناسفِ في تاريخِ الثورةِ الفلسطينيّة، التي نفّذها في سينما (حين) في قلبِ عاصمةِ الكيان في ضاحيةِ يافا المحتلّة».

واعتبر الناشط في الجبهة، رامي سامر، في حديث إلى الأخبار أن «أهم رسالة تضمّنها المهرجان، كانت الاستجابة السياسية للتغير الذي طرأ على الظروف المحيطة بالقضية الفلسطينية، ففيما يتجه المحيط العربي إلى التطبيع، وتدوس إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة حل الدولتين، وننتظر حكومة يمينية متطرفة، تقول الجبهة الشعبية إن الجنون الإسرائيلي يدفع إلى مزيد من المقاومة العنيفة المسلحة، وليس إلى الإذعان والتفريط».

وأضاف إنه «حتى رئيس السلطة محمود عباس يدرك اليوم عبث الرهان على المفاوضات، وعبث الحديث عن حل الدولتين، ويلوّح بالحديث عن العودة للدولة الواحدة. لذا المطلوب اليوم خطاب جامع، يقود إلى سياسات إجرائية يتحمل الجميع أكلافها في سبيل الانعتاق من الاحتلال».

وفي كلمة مصوّرة، قال الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد النخالة: «نقف جميعًا بدون تردد، وبدون أوهام، لنقول إننا إذا أردنا حريتنا وتحرير وطننا علينا أن نكمل طريق الشهداء».